اللسان من غير أن يقصده الإنسان بخلاف النسيان، فإنه يكون مع ذهول الجنان، وقد ذهب بعض النحويين إلى رد الأبدال كلها إلى بدل شيء من ايء، وتأول ذلك على حذف مضاف، فإذا قلت: أكلت الرغيف ثلثه [فتقديره أكلت بعض الرغيف ثلثه](1)، وثلثه هو بعضه حقيقة، فإذا قلت : أعجبني زي علمه فتقديره وصف زيد علمه، وعلمه وصفه.
قوله: (والبدل معرفة من معرفة إلى ومقابلاتها) ، فمعرفة من معرفة نحو اجاء زيد / أخوك، ومقابله(2) نكرة من نكرة نحو: جاعني إنسان رجل ، (ونكرة [22/أ] امن معرفة) نحو: جاعني زيد رجل، ولا يشترط وصف النكرة، بل يشترط الفائدة خلافا لمن اشترط وصف النكرة، والدليل على صحة ما ذهبنا إليه قول الشاعر: فلا وأبيك خير منك إني ليؤذيني التحمحم والصهيل3 افخير" بدل من "أبيك" وهو نكرة من معرفة ولم توصف، ومقابله معرفة امن نكرة نحو: جاعني رجل زيد، (وظاهر من ظاهر) نحو المثل السابقة ومقابله مضمر من مضمر نحو: زيد ضربته إياه (وظاهر من مضمر) "زيد ضربته أبا عبد الله" ومقابله مضمر من ظاهر نحو "ضربت زيدا إياه" وهذه التقاسيم جارية في بدل بعض من كل، وبدل اشتمال إلا ما يستثنى.
قوله: (ولا يبدل ظاهر إلى من شيء) مثاله (من ضمير المتكلم)، قمت زيد.. (ومن ضمير المخاطب) "قمت زيد" وإنما لم يجز ذلك، لأن البدل للبيان، وضمير المتكلم والمخاطب في غاية الوضوح، فلا يحتاجان إلى بيان . وقدا اجاز ذلك الكوفيون، ويجوز ذلك في بدل بعض من كل، وبدل اشتمال باتفاق ننحو: رأيتك رأسك، وأحببتك علمك".
(1) ما بين المعقوفين زيادة من "ب".
(2) زيادة من "ب".
(3) الشاهد لشمير أو سميربن الحارث. انظر: النوادر 124، والمقرب لابن عصفور 245/1، وشرح الكافية للرضي 340/1، وعمدة الحافظ لابن مالك 581، 125 والخزانة 362/2.
Bilinmeyen sayfa