Mısır ve Kahire Kralları Üzerine Parlayan Yıldızlar

İbn Tagribirdi d. 874 AH
144

Mısır ve Kahire Kralları Üzerine Parlayan Yıldızlar

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة

Yayıncı

وزارة الثقافة والإرشاد القومي،دار الكتب

Yayın Yeri

مصر

قيل: إنه لما حضر عمرو بن العاص الوفاة بكى؛ فقال له ابنه: أتبكي جزعًا من الموت؟ فقال: لا والله؛ وجعل ابنه يذكّره بصحبته رسول الله ﷺ وفتوحه الشام؛ قال عمرو: تركت أفضل من ذلك: شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على ثلاثة أطباق ليس منها طبقة إلا عرفت نفسي فيها: كنت أول شيء كافرًا وكنت أشدّ الناس على رسول الله ﷺ، فلومتّ حينئذ لوجبت لي النار؛ فلما بايعت رسول الله ﷺ كنت أشد الناس منه حياءً ما ملأت عيني منه، فلو مت حينئذ لقال الناس: هنيئًا لعمرو أسلم على خير ومات على خير أحواله، ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدري أعلي أم لي، فإذا أنا مت فلا يبكى علي ولا تتبعوني نارًا، وشدوا علي إزاري فإني مخاصم، فإذا أوليتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها أستأنس بكم حتى أعلم ما أراجع به رسل ربي. قال الذهبي: أخرجه أبو عوانة في مسنده. وفي رواية: أنه بعدها حول وجهه إلى الجدار وهو يقول: اللهم أمرتنا فعصينا، ونهيتنا فما انتهينا، ولا يسعنا إلا عفوك. وفي رواية: أنه وضع يده على موضع الغل من عنقه ورفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت؛ فلم يزل يرددها حتى مات ﵁. وقال الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو أن أباه قال: اللهم أمرت بأمور ونهيت عن أمور، فتركنا كثيرًا مما أمرت ووقعنا في كثير مما نهيت، اللهم لا إله إلا أنت؛ ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلل حتى توفي. قال الذهبي، وأيده الطحاوي، حدثنا المزني سمعت الشافعي ﵁ يقول: دخل ابن عباس على عمرو بن العاص وهو مريض فقال: كيف أصبحت؟ قال:

1 / 115