Tarihsel Bir Özet
نبذة تاريخية في الحرف الدمشقية
Türler
إن حرفة البنائين والنحاتين الذين جميعهم من المسيحيين لا يعرفون الشد، ولا لهم علاقة بشيخ المشايخ، فيقيمون منهم شيوخا معلمين ويضعون روابط لأنفسهم يصونون كارهم بها، ولهم الآن جمعية معلمين مؤلفة من اثني عشر عضوا تجتمع بالشهر مرة، وتعين رئيسا لها في كل ثلاثة أشهر تبدله بسواه، ومن أخص واجباتها حفظ رابطة الكار. وقد أفادني أحدهم أنهم إذا لم يقدروا على أن يصونوا رابطة كارهم من الإخلال، ففي نيتهم أن يذهبوا إلى شيخ المشايخ؛ ليقيم عليهم شيخا ويترددون بذلك هربا من الدخول تحت قيد استئسار لا يسهل عليهم التخلص منه فيما بعد.
إن النقيب نقض ما بلغني عنهم بأنهم لا يشدون قط، وقال: إنهم كانوا يشدون قبلا ثم تملصوا من سلطة شيخ المشايخ، وسأبحث عن ذلك.
سابعا:
أذكر على سبيل التفكيه - ولعل في ذلك أيضا منفعة - أن صنف المسخنين والمهرجين ، أو الطفيلية أو الظرفاء كما يقولون عن أنفسهم، يدعون أنهم حرفة منتظمة لها مشايخ معلمون وشاويشية. وكان قبل سنة 1860 شيخ المسلمين منهم أمين أغا خمخم، وشيخ المسيحيين يوسف شاتيلا، وشاويش الكار جبران سبانخ. وأما بعد ذلك التاريخ فلت الكار، ولم يعد له رابطة ولا أصول. وكانوا يجرون شدهم على طرق هزلية مغلقة.
وقد وقفت على بعض ما كانوا يتفننون به في هذا الموضوع، فإن الشد عندهم هو تمثل لما هو جار في سائر الكارات، إنما النصائح التي يعطونها للمشدود هي: «يا بني إذا فرغ جيبك استر عيبك، واعلم أن المهرج الشاطر من كان مثل الرماح على أكتاف الأجاويد، فيقتضي أن تكون كالذئب تأخذ الريح عن الأعراس والولائم والسهرات، فتذهب في كل مساء لقرب باعة الحلويات والمعجنات والقشطة، فتترصد من أتى وابتاع شيئا منها فتعلم من ذلك أن عنده وليمة، فتسرع حالا إليها وتدخل على القوم بوجه شاويش، ويكون في جيبك ألف قصة مضحكة؛ حتى لا ينشف وجه صاحب البيت منك، وإن كان بخيلا. وإذا صادفت أحد أولاد الكار فإياك أن تعاكسه، بل اتفق معه على شيات
15 «أكلات» الغير. وانتقل من القاعة إلى المطبخ بخفة حتى تعلم ما الأكل المطبوخ وما الحلو المعد، فإذا علمت أن الأكل أطيب من الحلو، فقل لرفيقك عند جلوسك على الطعام: «الصلاة على الحاضر»، وإذا كان الحلو أفضل فقل له رامزا بدون أن يفهمك سائر الحاضرين: «أيها الناس إن الدنيا لا تغني عن الآخرة»، واعلم أن اسم الكنافة عندنا «مخيطنة»، والقطائف «لزيقيات»، والمعمول «ضربات الأنجق»، والهيطلية «ستي أزمقي»، والعنب «فقي»، والعوامة «رصاص الأنبياء»، والكوسا «مدافع الجوع» إلخ.» انتهى. ويرفق الشيخ أو أحد المعلمين كلا من هذه النصائح والتعاليم بصفعة على رقبة المشدود يتلقاها بالشكر، وهو صاغر إلى أن يتم الشد على هذا المنوال، ولا ينفعه الشد شيئا سوى أنه يعد حينئذ من معلمي التهريج والإسخان لا ينازعه على كاره منازع.
الفصل السابع
في المكافأة والقصاص
إن الارتقاء إلى درجة صانع ومعلم هو المكافأة العظيمة التي ينتظرها عملة الحرف على اجتهاداتهم، فلا وجود هنا للمعارض العمومية أو الخصوصية، ولا مسابقات ولا جوائز ولا حكومة تضمن لمن أتى بتحسين أو باختراع في فنه، أن يحصل على مكافأة مادية أو امتياز يكفل له المستقبل، وينشط غيره إلى الاقتداء به. نعم، إن في النظامات العثمانية الجديدة خصصت بعض من بنودها لهذا الموضوع، إنما جرى من الحكومة ذلك مماثلة بالنظامات الأوروبية، وعلمتنا الحوادث أنها بقيت في حقيقة الأمر حبرا على ورق مهملة في زوايا النسيان.
1
Bilinmeyen sayfa