بشرتك الآلهة يا سيدي بالخير والسعادة، فقد بشرتني بما أثلج صدري، وجعل هذا السجن - على ضيقه وظلمته - أبهى من الجنة الواسعة في عيني، وما دمت قد اطمأن قلبي على مصر فلا يهمني من أمر المحكمة شيء، وليكن ما تريده الآلهة.
أمنحتب :
ولكن مولانا الملك يهمه ألا يظلم أحد في أيام حكمه وألا تخسر مصر مخلصة مثلك، وكان بوده لو استطاع أن يعفو عنك بلا محاكمة، ولكن تعلمين ما لهؤلاء الكهنة من النفوذ في نفوس الشعب، ويخشى الملك إن هو عفا عنك بعد أن اتهمت بالكفر أن يتهمه الشعب بالخروج على الدين، وهي فتنة عظيمة؛ ولهذا يريد الملك أن تظهر براءتك وخيانة الكاهن، فيعاقب المجرم بما جنت يداه من الجرائم الأخلاقية والوطنية، ولهذا نفسه أرسلتني الأميرة نيفرتاري؛ لأعرف ما لديك من البينات حتى ندبر لك الدفاع، كما أمرتني أن أطلب منك بأن تتمسكي أمام المحكمة بوجوب سماع أقوالك، وانتظار مستنداتك إن كان لديك شيء منها، وإياك أن تأخذك من المحكمة رهبة فتحجمي عن الدفاع عن نفسك خوفا من الكهنة الظالمين.
نوب حتب :
لقد كان تحت يدي خطابان بخط الكاهن، وصولجانه الكهنوتي، فأودعت هذه الأشياء عند صديقة لي قبل القبض علي، ولا أدري ما جرى لها بعد سجني، وعندي بينة واحدة في هذا السجن، فقد رأيت السجانة تتسمع من بعيد ما كان يقوله لي الكاهن الأعظم من الكفر والإلحاد، عندما زارني قبلك ببضع دقائق.
أمنحتب :
وهل تقبل السجانة أداء الشهادة ضد الكاهن؟
السجانة :
ولم لا أقبل؟ ألست مصرية يجب علي أن أحترم آلهة المصريين، وأن أدافع عن مصر ضد الخائنين؟
أمنحتب :
Bilinmeyen sayfa