Feminizm ve Bilim Felsefesi
النسوية وفلسفة العلم
Türler
وهنا نلاحظ أن الحركة النسوية في العالم الثالث انصهرت في حركات التحرر القومي، ودخلت بمجامعها في مقاومة الاستعمار.
109
وأمثال شفيقة محمد - أولى شهيدات ثورة 1919 المصرية - وجميلة أبو حريد وسناء المحيدلي والمستشهدات الفلسطينيات: وفاء إدريس وآيات الأخرس وريم الرياشي ... إلخ، يمثلن انتصارا وتبيانا وبرهانا للنسوية أقوى من كل ما عرفه الفكر أو الواقع.
اشتبكت النسوية الجديدة وفلسفتها للعلم بالقضايا الشائكة المتعلقة بالهوية واللغة والقومية، في مرحلة سابقة، قالت الأديبة المجددة فرجينيا ولف: إنها ضد القوميات، وبوصفها امرأة، فهذا العالم كله هو بلدها، وبحثت النسويات الاشتراكيات - وسواهن - عن التكتل في مواجهة القوميات، ولكن الآن بات واضحا أهمية مسألة القومية في بحث قضية الجنوسة، التي لا تنفصل عن وضع النساء في مجتمعات العالم الثالث بعد نجاح حركات التحرر القومي.
بحثت النسوية السياقات الثقافية والقوميات المختلفة، بعضهن «يحجمن عن استعمال مصطلح العالم الثالث لأنه يعكس التراتب الهرمي الذي يسعين إلى تقويضه».
110
وظهرت الدعوة لاتحاد نساء الشمال ونساء الجنوب لمواجهة الأخطار الثقافية والاقتصادية للعولمة، التي تزايد معها اهتمام النسوية بمسائل الطبقة والعرق والعنصرية والدين، وإلى حد يزعزع حدود النظم الفلسفية المعهودة.
111
وفي إطار حرص النسوية على تحرر الثقافات والقوميات، تتقدم أن ماك كلينتوك التي عنيت بدراسة حركات المد القومي ومدى نجاحها في قهر الاستعمارية وكيف كانت مدفوعة بالرغبة الصادقة في التقدم والاستنارة، وتلتهب بالرموز القومية كالعروض العسكرية والأعلام والأناشيد وأصناف الطعام والانتصار في مباريات كرة القدم، رأت ماك كلينتوك أن الجنوسة ليست سؤالا عن جنس العامل بل عن القهر والنهب الإمبريالي، وسؤال العرق ليس سؤالا عن لون البشرة، بل عن قوة العمل المسلوبة بفعل الإمبريالية، ولا تنفصل الإمبريالية عن غزو ثقافي وقهر ثقافة الآخر وتدمير وحشي للثقافات البدائية، وإحلالها بالثقافة الغازية المنتصرة: وبالتالي تنطوي مقاومة الإمبريالية على مقاومة ثقافية، ومحاولة الإبقاء على ثقافة الأنا وحمايتها من الضياع، وعلى نقد للثقافة الإمبريالية.
واستعملت ماك كلينتوك تعبيرين مجازيين، هما: الزمان المنطوي على مفارقة مكانية، والمكان المنطوي على مفارقة زمانية، الأول يكون حيث تمثل تاريخ الكرة الأرضية بأسرها من نقطة واحدة - غربية طبعا - تشوه معظمه في حين تبدو وكأنها الموضوعية التامة، أما المكان المنطوي على مفارقة زمانية، فتكون حين يتحدث الغربيون عمن يبدون أمامهم رجعيين متخلفين، فيحكموا على النساء وسكان المستعمرات والعمال بأنهم خارج المكان المتحضر والحداثة، إنها ألاعيب من الرجل الأبيض وتشويه للأمور كي يمارس الهيمنة والسيطرة.
Bilinmeyen sayfa