Nisvar-ul Muhadere ve Haber-i Müzakereler
نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر
فدخل، فأبطأ ساعة، ثم خرج، فأدخلني من دار إلى أخرى، حتى انتهيت إلى مرقده، وهو على سرير وحواليه نحو خمسين فراشا لغلمان له، كأنهم حفظة، وقد قاموا، وبعض الفرش تنقل، وهو جالس في فراشه، مرتاعا، قد ظن أن حادثة حدثت، أو أني جئته برسالة الخليفة، وهو متوقع لما أورده.
فرفعني، وقال: ما الذي جاء بك في هذا الوقت؟ فقلت: خير، ما حدثت حادثة، ولا معي رسالة، وما جئت إلا في أمر يخص الوزير ويخصني، لم تصلح مفاوضته فيه إلا على خلوة شديدة.
فسكن، ثم قال لمن حوله: انصرفوا، فمضوا.
وقال: هات.
فقلت: أيها الوزير إنك قد قصدتني أقبح قصد، وشرعت في هلاكي، وإزالة نعمتي، وفي إزالتها خروج نفسي، وليس من النعمة والنفس عوض، ولعمري اني قد أسأت في خدمتك، وقد كان في بعض هذا التقويم بلاغ [12 ب]عندي، وقد جهدت في استصلاحك بكل ما قدرت عليه، ووسطت [11 ط]بيني وبينك فلانا، وبذلت كذا، وقلت (1) كذا، فأبيت إلا الإقامة على أذاي، وليس شيء أضعف من السنور، وإذا عاثت في دكان بقال، فظفر بها، ولزها إلى الزاوية ليخنقها، وثبت عليه، فخدشت وجهه وبدنه، ومزقت ثيابه، وطلبت الحياة بكل ما يمكنها، وقد وجدت نفسي معك في مثل هذه الصورة، ولست أضعف بطشا من السنور، وقد جعلت هذا الكلام عذرا بيننا، فإن نزلت تحت حكمي في الصلح، وإلا فعلي وعلي، وحلفت له بأيمان غليظة، لأقصدن الخليفة الساعة،
Sayfa 32