Nil: Bir Nehrin Hayatı

Emil Ludwig d. 1377 AH
158

Nil: Bir Nehrin Hayatı

النيل: حياة نهر

Türler

ولا شيء يؤثر فيه مثل الأعمال الصناعية الفنية، شأن البرابرة ومعظم البيض، ولكنه ينظر إلى تلك الأعمال ببراءة الولد أو الجندي، ومما حدث أن عرض عليه نموذج جسر فأنكر متانته وأيد إنكاره بكسره هذا النموذج بجمع كفه، ويعرض عليه نموذج ثان أكثر مقاومة فيرضى به لعجزه عن رضخه،

5

وتضرب النقود الذهبية الأولى المشتملة على صورته فيمسح آلة الضرب بالدهن، ويصر القطع الأولى في منديله ويأتي بها إلى زوجه، ويعتمد على منظاره أكثر من اعتماده على جواسيسه، فلما طلب إليه أن يأخذ حذره من مؤامرة صعد في برجه ورقب بمنظاره الطرق والميادين ثم نزل مطمئنا، ويوضح له ذات يوم بدمى

6

تأثير الألغام المتفجرة بفعل الكهربا فيطير طائره

7

قائلا: «أذلك هو الأسلوب الذي تريدون الحرب به؟ وما نفع الشجاعة الشخصية إذا كان أحد الأنذال يستطيع أن يبيد ألوف الناس من بعيد بضغط إصبع؟» وهكذا ترى محاربا أفريقيا باسلا يبين فساد نظرية البيض حول البطولة.

ومن المحتمل أن كان أحسم عمل في حياته نتيجة غلط، وهو عندما عاهد إيطالية أخطأ تقدير قوة هذه الدولة في ذلك الحين جاهلا - تقريبا - أمر منافساتها من الدول العظمى التي هي أوفر منها حظا بأفريقية. ومن الممكن أنه كان ينتفع بإيطالية زيادة في سلامته وكسبا للوقت في تسلحه، ومهما يكن الأمر فقد أعلن حريته في معاملة الدول الأوروبية الأخرى لنص المعاهدة على أن من حقه أن ينتفع بإيطالية كوسيط بينه وبين الأمم الأخرى، ويتمسك الطلاينة بأنه ألزم نفسه باتخاذ إيطالية واسطة اتصال، وبأن كلمة «الحق» شيء عقيم يحاول به منليك أن يفلت من المعاهدة، وكان جيشه مستعدا، وكان خطر المهدي زائلا، وكان معقله الطبيعي مع جباله ومطره من المنعة كما في دور ظهور البراكين، ويحاول مبارزة إيطالية إذن، وينال نصرا حاسما عزيزا إذن، وتعد هذه مقابلة للهزيمة التي وقعت منذ ثلاثة قرون ونصف قرن، والقصة القديمة تقول: إن نجاشي الحبشة النصراني كان قد أمر بخصي كثير من أسراه النصارى.

ولكن تلك الإهانة لم تحرك ساكن وزارات أوروبة، وقد قيل: إن الوزير الذي يفكر في مصير جنوده لا يشهر حربا أبدا، وقد أوجب عدم وجود مثل هذا الخيال هلاك الملايين من المؤمنين بالمثل الأعلى الذي يلوح لهم به، والذي يرون أن من مقتضيات الواجب والشرف أن يضحى بالحياة في سبيله.

وفي سنة 1896، وبعد معركة عدوى، يكتئب أذكى الأوروبيين فلا يعرفون أين كانوا، فقد هزمت دولة أوروبية عظيمة من قبل قبيلة لونها كلون القهوة مع اللبن، وهل كان ذلك نذير ارتقاء الشعوب السود وعصيان الزنوج؟ وهل كان من الواضح أن الطبيعة تحمي الحبشة تجاه كل غزو كحمايتها لروسية؟ وهل نجا منبع النيل من أوروبة إلى الأبد مع أن مستقبل بلدين كبيرين يتوقف على امتلاكه؟ لا يزال رجال المهدي يمسكون السودان وإن ضعفوا، ويمكن «مفتاح النيل» الأسطوري، الذي يتحدث عنه جميع العالم من غير أن يعرف أمره، أن يعين السيادة هنالك وفي مصر، ويؤثر بطل عدوى في زملائه البيض لما كان من عدم مطالبته إيطالية، حين إمضاء المعاهدة، بغير الاعتراف بسلطانه، كما طلب بسمارك من النمسة بعد معركة سادوه.

Bilinmeyen sayfa