وبمجموعة من الخيوط كما في مصر قديما، ومن الزورق، على العموم، يصيبه الصائد بضربة مميتة؛ أي بضربة سهم في ظهره تعد دليلا على شجاعة لا تقاوم، وهم بعد القنص يتهافتون على العدو الميت تهافت الوحوش، ويقطعون هذا الصيد
12
إربا إربا بأسنانهم كأنهم ينتقمون منه للمرة الأخيرة.
ولا يبدي معظم هذه القبائل كبير حماسة في اصطياد الفيل، ومما يحدث أحيانا أن يوقدوا غابات بأجمعها فتحترق إناث الفيل وصغارها، وإذ إن الفيل لا يهاجم الإنسان أبدا، وإذ إن الأراضي المزروعة في هذا العرض قليلة فلا يستطيع أن يعيث هنا كما يفعل في أوغندة، فإنه لا يقتل عن حقد، ولا عن انتقام، بل عن طمع رئيس في العاج إرضاء لمحبي النفائس من المتمدنين.
ولا مناص لهم من الاستعداد المستمر لمكافحة الضواري، ومن ثم كان إبداؤهم ما عندهم من براعة في صنع السلاح، فاخترعوا سهاما مسننة لأقواسهم البالغة من العلو مترا ونصف متر، ولديهم رماح مذربة، وهم ينتفعون بلبن نوع من اليتوع
13
في سم نبالهم.
والمرأة لدى جميع القبائل هي دون الرجل جمالا وقواما وذكاء، والمرأة عند هؤلاء السود ليست غير آلة للعمل من دون دلال، ولا يبالي كلا الجنسين بالهندام أو بالأناقة، ومع ذلك لا تجد سوى نساء يشوهن شفاههن بمخاصر
14
أو عقاص،
Bilinmeyen sayfa