235

خلف.

وأما النفس والهيولى ، فلأنهما لو كانا حادثين لكان لهما هيولى ؛ لأن كل محدث فله هيولى ، لكن ليس للهيولى ولا للنفس هيولى ، لاستحالة أن تكون تلك الهيولى حادثة ، وإلا لزم التسلسل ، أو إثبات هيولى قديمة وهو المطلوب (1) وهذا غير تام ، إذ لا يلزم من قدم هيولى النفس قدمها.

وأما الزمان ، فلأنه لو كان حادثا لكان عدمه قبل وجوده قبلية زمانية (2) فيكون للزمان زمان آخر ويتسلسل ، أو ينتهي إلى زمان قديم وهو المطلوب (3).

وأما الخلاء ، فلأنه واجب لذاته ، إذ معنى الواجب لذاته ، هو الذي لا يتصور عدمه ، ولا رفعه عن الوجود ، والخلاء لا يمكن رفعه ، ولا يتصور الذهن عدمه ؛ لأنه لو ارتفع الفضاء لم تبق الجهات متمايزة ولا مشارا إليها ، وهو غير معقول.

ومال «ابن زكريا» (4) إلى هذا المذهب (5)، ونحن نمنع احتياج الحادث إلى المادة والمدة وسيأتي.

وامتناع رفع الفضاء مستند إلى الوهم لا العقل.

وذهبت الفلاسفة إلى قدم المادة والزمان ، لأن كل حادث عندهم فإنه مسبوق بمادة ومدة (6) لما يأتي.

Sayfa 240