İcazetin Sonu
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
Yayıncı
دار الذخائر
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٩ هـ
Yayın Yeri
القاهرة
- والذى يميل إليه القلب ويسكن من الفزع هو: أنّ أيّ نبيّ من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إنما يتمنى أن يؤمن قومه جميعا، فيلقى الشيطان في هذه الأمنية ويدعثر قوما من قومه، ويلقى في أدمغتهم وقلوبهم الخبال، ويشنون على النبى الحرب حتّى لا يؤمن قومه. ولو أن الشيطان تمكن من أن يلقى على لسان نبى من الأنبياء لضاعت رسالته من أولها إلى اخرها، ويكفى شاهدا ودليلا وضاحا قوله تعالى: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ [الحجر: ٤٢] . والأنبياء أخص الخاصة من عباد الله تعالى. (١) أغان الغين السماء: ألبها. والحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائى وأحمد عن الأغرّ المزنى رضى الله عنه بلفظ: «إنه ليغان على قلبي، وإنى لأستغفر في اليوم مائة مرة» . ويروى أن الإمام أبا الحسن الشاذلى رضى الله عنه رأى حضرة النبى ﷺ في المنام فسأله عن الحديث. فقال له: «غين أنوار لا غين أغيار يا مبارك» . وقال الإمام العينى ﵀: وإنما كان يستغفر هذا المقدار مع أنه معصوم ومغفور له لأن الاستغفار عبادة، أو هو تعليم لأمته، أو استغفار من ترك الأولى.. إلى أن قال: اشتغاله بالنظر فى مصالح الأمة ومحاربة الأعداء وتأليف المؤلفة قلوبهم ونحو ذلك شاغل عن عظيم مقامه، من حضوره مع الله ﷿، وفراغه مما سواه، فيراه ذنبا بالنسبة إليه، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال، فهو نزول عن عالى درجته، فيستغفر لذلك. وقيل: كان دائما في الترقى في الأحوال، فإذا رأى ما قبلها دونه استغفر منه، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
1 / 117