152

İcazetin Sonu

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Yayıncı

دار الذخائر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ

Yayın Yeri

القاهرة

سنة وثمانية أشهر وأربعة عشر يوما، وذلك قبل موت أبى طالب بثلاثة أيام، فعظمت المصيبة على رسول الله ﷺ بموتهما، وقال «ما نالتنى قريش بشيء أكرهه حتّى مات أبو طالب» «١» وذلك أن قريشا وصلوا من إيذائه بعد موت أبى طالب إلى ما لم يكونوا يصلون إليه في حياته. وكان ﵊ يسمى ذلك العام عام الحزن. ونزل رسول الله ﷺ في قبر السيدة خديجة. وكانت خديجة قبل رسول الله ﷺ عند أبى هالة هند بن زرارة بن النباش فولدت له هند بن أبى هالة، سمى باسم أبيه، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عائذ ابن عبد الله، فطلقها، فتزوجها النبى ﷺ كما تقدّم «٢»، وكانت مسمّاة لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى وهو ابن عم خديجة لأنها بنت خويلد بن أسد، فاثر الله ﷿ بها نبيّه ﷺ، وكانت خديجة ولدت لعتيق السابق ذكره جارية فتزوجها صيفى بن أمية، فولدت له محمدا؛ فيقال لبنى محمد بن صيفى بالمدينة بنو الطاهرة. قالت عائشة رضى الله عنها: «إنّى لأغار على خديجة وإن كنت بعدها؛ لما كنت أسمع من ذكر رسول الله ﷺ لها، ولقد سمعته يقول «كانت خديجة خير نساء العالمين» «٣» وقال «إن لخديجة بيتا في الجنة من قصب (أى قصب اللؤلؤ) لا صخب فيه ولا نصب (الصخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصوم، ولا نصب: أي لا تعب) وإنّى لأعرف فصلها رحمها الله» «٤» .

(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٩١ طبع التجارية. وفي سيرة ابن هشام: قال ابن إسحاق: فحدثنى هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال: لما نثر ذلك السفية على رأس رسول الله ﷺ التراب، دخل رسول الله ﷺ بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهى تبكى ورسول الله ﷺ يقول لها: لا تبكى يا بنية؛ فإن الله مانع أباك، قال: ويقول بين ذلك: ما نالت منى قريش شيئا أكرهه حتّى مات أبو طالب» . (٢) ويقال: أول من تزوجها عتيق ثم أبو هالة. انظر ترجمتها في الإصابة لابن حجر. (٣) ولهذا قال العلماء- توفيقا بين هذا الحديث وحديث تفضيل السيدة فاطمة رضى الله عنها: «إن فاطمة أفضل من أمها من ناحية أنها بضعة من رسول الله ﷺ، والسيدة خديجة أفضل من جهة الأمومة ... والله تعالى أعلم. (٤) وقال ﷺ: «أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب» . (رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن جعفر. والحديث متفق عليه عن عبد الله بن أبى أوفى وعن عائشة رضى الله عنها) . وورد فيها أيضا قوله ﷺ: «خديجة خير نساء عالمها، وفاطمة خير نساء عالمها» . رواه الحارث عن عروة: مرسلا.

1 / 94