وتهامة: جبل يقبل من اليمن حتى يتصل بالشام، وسمي حجازًا لحجزه بين نجد وتهامة.
والعروض: هي اليمامة ما بين تهامة إلى البحرين، ويدخل في جزيرة العرب أيضًا قطعة من بادية الشام كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى، ثم في كل قطر من هذه الأقطار مدن وبلاد مشهورة.
فأما الحجاز: ففيه من البلاد المشهورة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقيل هي من نجد، وفيه أيضًا من البلاد خيبر والطائف.
وأما تهامة: ففيها من البلاد المشهورة مكة المشرفة، وقيل هي من الحجاز وفيها أيضًا من البلاد ينبع.
وأما نجد: فقد قيل أن المدينة النبوية منها، والراجح أنها من الحجاز على ما تقدم.
وأما العروض: فيشتمل على ناحيتين.
الناحية الأولى: اليمامة، وقيل هي من الحجاز وهي مدينة دون مدينة النبي ﷺ في المقدار، بينها وبين البصرة ست عشرة مرحلة، وبينها وبين الكوفة أيضًا مثل ذلك، وهي أكثر نخلا من سائر بلاد الحجاز، وبها كان مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن النبي ﷺ، وقتل في زمن أبي بكر ﵁.
الناحية الثانية: بلاد البحرين، وهي قطر متسع مجاور لبحر فارس كثير النخل والثمار، والمشهور به من البلاد هجر بفتح الهاء والجيم وهي التي كانت قاعدة البحرين في الزمن المتقدم فخربها القرامطة عند استيلائهم على البحرين، وبنوا مدينة الاحساء ونزلوها وصارت هي قاعدة البحرين، وهي مدينة كثيرة المياه والنخل والفواكه، وبينها وبين اليمامة نحو أربعة أيام، إلى غير ذلك من البلاد المتسعة.
وأما اليمن - فهو اقليم عظيم متسع الارجاء، متباعد الأطراف، وكانت
1 / 17