Hadis ve Esere Dair Gariblerin Sonu
النهاية في غريب الأثر
Araştırmacı
طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
Yayıncı
المكتبة العلمية - بيروت
Yayın Yeri
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
العُجْرة نفْخَةٌ فِي الظَّهْرِ، فَإِذَا كَانَتْ فِي السُّرة فَهِيَ بُجْرَة. وَقِيلَ العُجَر الْعُرُوقُ المتعَقّدة فِي الظَّهْرِ، والبُجَر الْعُرُوقُ المُتَعَقّدة فِي الْبَطْنِ، ثُمَّ نُقِلا إِلَى الهمُوم وَالْأَحْزَانِ، أَرَادَ أَنَّهُ يَشْكُو إِلَى اللَّهِ أُمُورَهُ كُلَّهَا مَا ظهرَ مِنْهَا وَمَا بطَن.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْع «إنْ أذكرْه أذْكُرْ عُجَره وبُجَرَه» أَيْ أُمُورَهُ كلَّها بادِيَها وخافيَها.
وَقِيلَ أَسْرَارُهُ وَقِيلَ عُيوبه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ صِفَةِ قُرَيْشٍ «أشِحَّةٌ بُجْرَة» هِيَ جَمْعُ بَاجِر، وَهُوَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. يُقَالُ بَجِرَ يَبْجَرُ بَجَرًا فَهُوَ أَبْجَر وبَاجِر. وصَفَهم بِالْبِطَانَةِ ونُتُوّ السُّرَرِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنْ كَنْزِهم الْأَمْوَالَ واقْتِنائهم لَهَا، وَهُوَ أشْبَه بِالْحَدِيثِ؛ لِأَنَّهُ قَرنه بالشُّحّ وَهُوَ أَشَدُّ الْبُخْلِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «إِنَّمَا هُوَ الفَجْرُ أَوِ البَجْر» البَجْر بِالْفَتْحِ والضَّم: الدَّاهِيَةُ، وَالْأَمْرُ الْعَظِيمُ. أَيْ إِنِ انتَظرت حتَّى يُضيء لَكَ الفَجْر أبْصَرْتَ الطَّرِيقَ، وَإِنْ خَبَطْتَ الظَّلْمَاءَ أفْضَت بِكَ إِلَى الْمَكْرُوهِ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِيمَنْ رَوَاهُ الْبَحْرُ بِالْحَاءِ: يُرِيدُ غَمَرات الدُّنيا، شَبَّهها بِالْبَحْرِ لتَبَحُّر أَهْلِهَا فِيهَا.
وَمِنْهُ كَلَامُ عَلِيٍّ ﵁ «لَمْ آتِ لاَ أبَا لكُم بُجْرا» .
(س) وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ «كَانَ لَهُمْ صنَم فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ بَاجِر» تُكْسَرُ جِيمُهُ وتُفتح.
وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَكَانَ فِي الْأَزْدِ.
(بَجَسَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ ﵁ «مَا منَّا إلاَّ رَجُل بِهِ آمَّةٌ يَبْجُسُهَا الظُّفرُ غيرَ الرَّجُلَين» يَعْنِي عُمرَ وَعَلِيًّا ﵄. الْآمَّةُ الشَّجَّة الَّتِي تَبْلغ أُمَّ الرَّأْسِ. ويَبْجُسُهَا:
يَفْجُرها، وَهُوَ مَثل، أَرَادَ أَنَّهَا نَغِلَة كَثِيرَةُ الصَّديد، فَإِنْ أَرَادَ أحَدٌ أَنْ يَفْجُرَها بِظُفْرِهِ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ لامْتِلائها وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى حَدِيدَةٍ يَشُقُّها بِهَا، أَرَادَ لَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إلاَّ وَفِيهِ شَيْءٌ غَيْرَ هَذَيْنِ الرجُلَين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَكَأَنَّهُ قَزَعة تَنْبَجِسُ» أَيْ تَنْفجر.
(بَجَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ «خُذِي مِنِّي أخِي ذَا البَجَل» البَجَل بِالتَّحْرِيكِ الحسْبُ وَالْكِفَايَةُ. وَقَدْ ذَمَّ أَخَاهُ بِهِ، أَيْ أَنَّهُ قصِير الهِمَّة رَاضٍ بِأَنْ يُكْفى الْأُمُورَ وَيَكُونَ كَلًّا عَلَى غَيْرِهِ، وَيَقُولُ حَسْبي مَا أَنَا فيه.
(١٣- النهاية ١)
1 / 97