فايقي الله في يدنك ، وأيق عليك. فليس لك من يدنك عوض .
م ذكر كلاما وصفة عن الواثق كرهت نصه ، لما فيه من دكر النساء، وزيدته ونصه قوله : فان كان ولا بد فعليك بلحم السبع فأمر أن يؤخد لك رطل فيغلى سبع غليات بخل خمر ، فاذا حلست على كذا أمرت أن يوزن لك منه ثلاثة دراهم ، فانتقلت به على كذا فى ثلاث ليال فانك يجد فيه بغيتك . واتق الله في نفسك ولا تسرف فيها ولا يجاوز ما أمرتك به .
فاستعمل ذلك وأسرف فيه فاستسقي بطنه ، فجمع له الاطياء ، فأجمع رأيهم على أنه لا دواء له إلا أن لسجر له تنور بحطب الزيتون ويشحن حتى يمتلىء فاذا امتلأ كسح مافي جوفه فألقي على ظهره ، وحشى حوفه بالرطية . ويقعد فيه ثلاث ساعات كوامل من النهار فان استسقي ماء لم يسق . فاذا مضت ثلاث ساعات كوامل أخرج منها وأحلس حلسه . فاذا أصابه الرواح وجد لذلك ألما شديدا الطلب أن يرد الى التنور فيترك على حاله ولا يمضى إلى التنور حتى ممضى ساعتان من النهار ، فانه إن مضت ساعتان من النهار جرى ذلك الماء وخرج من مخارج البول وان سفي ماء أو رد إلى التنور كان تلفه فيه .
فأمر الخليفة ففعل ما دله عليه الاطباء ، فلما مضت له ثلاث ساعات أخرج وقد كاد بحترق ، أو يقول القائل - في رأي العين : قد احترق . فأحلسه المتطببون ، فلما وحد روح الهواء اشتد به الوجع والالم ، فأقبل يصيح ويخور خوران الثور . ويقول: رد وبي الى التنور فاجتمع نساؤه وخواصه وفيهم وزيره بن البياع الفسل فردوه إلى التنور شفقة عليه في زعمهم ، فلما وحد حرارة النار سكن صياحه وتفطرت النفاخات التى كانت خرحت بيدنه فأخرج من التنور وقدا حترق وصار أسود كالفحم فلم يمض به ساعة حتى قضى.
Sayfa 76