أبدا، أنت لا ترين وجه الطفل أو الطفلة، طفلكما إذا تسلل إلى المرآة محتضنا سيقانكما، ملامحه منكما بعيونكما لو فتحا عيونه. حدة طبعه منك، والشقاوة من ذكاء أبيه، معا عرفتماه، معا انسجمتما وانسجم معكما الكون والطبيعة فكانت الشرارة، وكانت اللحظة التي تتجسد الآن بينكما، لا ترين أشياء كثيرة جدا، لا ترين نفسك أنت نفسك.
هي :
إنك أيها الأستاذ العالم تخاطبني وكأنما تخاطب العالم من فوق برج إيفيل، الشرف والصدق والإنسان المتحضر الراقي، أين؟ على سطح كرة أرضية مكونة من وحل وطين؟ ماذا أفعل أنا التي ولدت في غابة لم أصنعها أنا ولكنها كائنة وموجودة، أحافظ على بقائي وأظفر بالمأوى والطعام والمتعة، وإن لم أجد أسرقها، وإن لم أستطع أقتل وأغتصبها؟ أنت تملك ترف أن تعيش شريفا، ولكن غيرك حتى لو أراد لا يملك هذا الترف.
هو :
أنت تكذبين على نفسك. إن في أصبعك خاتما يعول عائلة بأكملها في بلادي لثلاثة أعوام. أنت لست جائعة إلى هذه الدرجة.
هي :
لأن جوعكم هو أبسط أنواع الجوع، جوع الحيوان إلى الطعام، ولكن جوعي هو جوع الإنسان إلى حياة الإنسان، جوع الحياة بمتعة، فالحياة لمجرد البقاء هي حياة حيوانات متخلفة. إني جوعى للسفر والرحلة والحياة اللذيذة. الفرق أنكم حيوانات جوعى، بينا جوعي أنا وجوع غيري هنا هو جوع الإنسان، أبشع أنواع الجوع؛ لأنه ليس جوع معدات، إنه جوع مراكز عليا وخيالات وأحلام، جوع النوازع العليا يا أستاذ.
هو :
ومن أجل تلك النوازع العليا تنحطين بجسدك إلى ما هو أدنى من مراتب الحيوان.
هي :
Bilinmeyen sayfa