٣ - ترك الصحابة ثروة مثرية من الفقه النبوي بالنص عن النبي - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -، أو بالتخريج عليه، أو بالتطبيق على ما عرفوا من مقاصد الإسلام، وحمل ذلك العلم من بعدهم تلاميذهم من التابعين.
وكان لكل صحابي تابعون يلازمونه، ومنهم من يختص واحدًا منهم بالملازمة أو يغلب عليه ذلك.
فناقل علم ابن عباس ﵄ عكرمة مولاه، وناقل تفسيره مجاهد.
وناقل علم عمر - سعيد بن المسيب مع غيره ممن عاصروه، وناقل علم ابن عمر مولاه نافع.
وفي العراق ناقل علم عبد الله بن مسعود علقمة، وإبراهيم النخعي، ونقل آل البيت وغيرهم علم عَلِيٍّ - كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ -، فوق ما كان معلومًا له بين الصحابة من فتاوى تَنْفُذُ إلى لب الحقائق، وما كان له من آراء تشرق في مدلهم الأمور، حتى كان يقول عمر ﵁ كلما عضل أمر: «مَسْأَلَةٌ وَلاَ أَبَا حَسَنَ لَهَا».
وكان أولئك التابعون ينقلون أحاديث الرسول - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - والآثار المروية عنه من أعمال وتقريرات، وينقلون علم الصحابة الذي تخرجوا عليه، ويعتبرون ما أجمع عليه الصحابة حجة
1 / 23