تحت، وسكون العين المهملة، وخفض الميم وسكون الدال) كما ضبطها الجندى، وأبو مخرمة (١٤). وقد أجمع المترجمون لابن بطال على أنه من ركب الدملوة، وآنه كان يقطن هذه القرية.
نشأته واتجاهه العلمى:
بدأت حياة ابن بطال العلمية، من حين أودعه أهله رهينة عند الشيخ الموفق أبي الدر جوهر بن عبد الله المعظمي (١٥)، وكان أستاذًا حبشيًا، من موالى الزريعيين، تقيًا عاقلًا، ذكيًا، عالمًا، عاملًا حافظًا، فقيهًا، مقرئًا.
وكان ينسب إلى سيده الداعى المعظم محمد بن سبأ بن أبى السعود الزريعى، الذى جعله نائبًا عنه في حصن الدُّمْلُوَة، ولما توفى وخلفه ابنه المكرم بن محمد، أبقى جوهرًا على نيابته للحصن، فلما دنت وفاة المكرم: جعل جوهرًا وصيًا على أولاده الصغار كلهم، فأكرمهم جوهر، وقام على تربيتهم خير قيام.
ولم يذكر المترجون لابن بطال سببًا لإيداع أهله له رهينة عند جوهر المعظمى. غير أن جوهرًا تكفل بتربيته وتهذيبه، وتعليمه، يقول أبو مخرمة: "وببركة جوهر صار الإمام بطال بن أحمد الركبى إمامًا مقصودًا وذلك أن أهله تركوه رهينة عند الطواشى جوهر، فأشفق عليه، فعلمه القرآن، ثم أشغله بطلب العلم، حتى صار إلى ما صار إليه" (١٦).
وقال البهاء الجندى في ترجمة جوهر المعظمى: "وكان من آثاره الفقيه بطال" (١٧) وفى ترجمة ابن بطال: "كانت بدايته وسلوكه لطريق العلم بإرشاد الحافظ أبى الدر جوهر المعظمى، إذ كان أهله رهنوه عنده فرباه وهذبه وجعله مع من عنده، ومن يصله من الفقهاء، فتفقه وتعلم العلم" (١٨).
أساتذته:
يعد أبو الدر جوهر المعظمى من أكبر أساتذته، والموجه الأول له، على ما سبق، وكما نص عليه المترجمون له، وفى مقدمتهم الجندى وأبو مخرمة، وغيرهما.
ومن أشهر شيوخه: الإمام إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حَدِيق السَّكْسَكِى (١٩)، وهو ممن أدرك رئاسة العلم في جَبَأ، وأخذ بها عنه جماعة من العلماء، وانتفعوا به، ونهم ابن بطال الركبى، وذكر ذلك كل من الجندى، وأبو مخرمة، وقدماه على سائر شيوخه بعد الشيخ جوهر المعظمى ومن كبار أساتذته: الإمام محمد بن أبي القاسم بن عبد الله المعلم الْجَبَائي.
ذكره الجندى (٢٠)، وأبو مخرمة (٢١)، وقال الأخير عنه: قرأ على القاضى محمد بن أبى العباسى أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى سالم القريظى الغريبين للهروى بعدن في جمادى الأولى (سنة ٥٨١ هـ) ولا أعرف من
_________
(١٤) السلوك ٢/ ٤٢٧، وتاريخ ثغر عدن ١/ ٢٠٠.
(١٥) انظر ترجمته في تاريخ ثغر عدن ٢/ ٤١ - ٤٣ والسلوك ١/ ٣٩٩ وغاية الأمانى في أخبار القطر اليمانى ١/ ٣٣١ وطبقات فقهاء اليمن لابن سمرة الجعدى ٢٢٦ وانظر الأيوبيون في اليمن ١٣١، ١٣٢.
(١٦) تاريخ ثغر عدن ٢/ ٤٣.
(١٧) السلوك ١/ ٤٠١.
(١٨) السابق ٢/ ٤٢٧.
(١٩) ترجمته في طبقات ابن سمرة ٢٣١.
(٢٠) السلوك ١/ ٤٣٩.
(٢١) تاريخ ثغر عدن ١/ ٢٠٠.
المقدمة / 2