قوله: مُرَاحُ الغنم: الموضع الذى تأوى إلية، يقال: أراح الغنم: إذا أواها، والموضع: المُراح- بالضم؛ وراحت بنفسها، والموضع: المراح- بالفتح. فأما إذا أراحها من الإستراحة فالضم لا غير؛ لأنه مصدر أفعل (٦٩).
بين الفتح والضم والكسر: قوله: الغسل ينقسم على ثلاثة أقسام: بالضم، والفتح، والكسر، فالغسل- بالضم: هو الاسم، والغُسْلُ- أيضًا: الماء؛ وأما الغَسْلُ- بالفتح: فهو المصدر؛ وأما الغِسْل- بالكسر: فهو ما يغسل به الرأس من السدر والخطمى وغيره (٤٠).
بين الفتح والإسكان: قوله: تقف إمامة النساء وسْطَهُن: بالسكون؛ لأنه ظرف، يقال: جلست وسط القوم، بالسكون؛ لأنه ظرف. وجلست وسَط الدار- بالتحريك؛ لأنه اسم. وكل موضع صلح فيه "بين" فهو وسْط- بالتسكين. وإن لم يصلح فيه "بين" فهو وسَط- بالتحريك، وربما سكن، وليس بالوجه (١٠٣).
بين الفتح والكسر: قوله: الجنازة: واحدة الجنائز، والعامة تقول: الجَنازة بالفتح، والمعنى: الميت على السرير فإذا لم يكن عليه ميت، فهو سرير ونعش. قال الأزهرى: يقال للسرير إذا جعل فيه الميت وسوى للدفن: جِنازة بكسر الجيم، وأما الجَنازة -بفتح الجيم- فالميت نفسه، يقال: ضرب حتى ترك جَنازة (١٢٣).
بين الفتح والضم: قوله: الخُطبة على المنبر: بالضم؛ وخطبت المرأة خِطبة- بالكسر (١١٠).
وقوله: كفة القميص: ما استدار حول الذيل. وكان الأصمعى يقول: كل ما استطال فهو كُفة -بالضم- نحو كُفة الثوب، أى: حاشيته. وكل ما استدار فهو كِفة -بالكسر- نحو كِفة الميزان، وكِفة الصائد، وهى حبالته (١٠٨).
نوادر لغوية في الفروق:
لم يتوان ابن بطال في تسجيل كل ما يرى فيه فائدة لغوية، يطلع عليها القارىء، ويوضح به المعنى المنشور في إطار الاستعمال، فهو يبين كيف أن العربية تحمل اسمًا لكل مسمى في مختلف مراحل تطوره، مع احتفاظها بالاسم والمعنى العام الذى يشملها، فإذا كان المرض اسم عام يجمع أنواع العلل، فهو يعلق على قول الشيرازي (١): "من لا يقدر على الحج لزمانة أو كبر وله مال، يدفع إلى من يحج عنه، فيجب عليه فرض الحج. . . والمعضوب أولى أن لا يلزمه".
يقول ابن بطال: الزمانة: المرض، والزمن: الذى امتد زمانه في العلة وطالت علته، قال الجوهري: يقال: رجل زمن، أى: مبتلى بين الزمانة. والمعضوب: هو الذى انتهت به العلة، وانقطعت حركته، مشتق من العضْب، وهو: القطع، قال في فقه اللغة: إذا كان الإنسان مبتلى بالزمانة، فهو زمن، فإذا زادت زمانته، فهو ضمن، فإذا أقعدته، فهو متعد، فإذا أقعدته، فهو قعد، فإذا لم يبق به حراك، فهو معضوب (١٨٤).
_________
(١) في المهذب ١/ ١٩٨.
المقدمة / 43