الشكرُ في الناس قليلٌ جدًّا ... إنْ لم تُصابِرهمْ بقيتَ فَرْدًا
قلَّ من يشكر صاحب الفضل، فارض بالناس على ما هم عليه وإلا عشت وحيدًا.
الشيءُ ذو نقصٍ إذا تناهى ... والنفسُ تنقادُ إلى رَداها
إذا تمَّ أمرٌ نقَص، والنفوس مولعة بما يرديها.
الصدقُ أنفعُ ما حضَرتَ بهِ ... ولرُبَّما نفعَ امرأً كَذِبُهْ
احرص على الصدق فهو دائم النفع، وإن كان الكذب ينفع أحيانًا.
الصمتُ إن ضاقَ الكلامُ أوسعُ ... لكُلِّ جنبٍ ذاتَ يومٍ مصْرَعُ
إذا لم تستطع الكلام كما يملي عليك ضميرك، فالسكوت خير، ولا بد لكل إنسان أن يموت.
الصمتُ حزمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ ... يسعَدُ بالقولِ ويَشقَى قائِله
الصمت حزم، وقل من يصمت، وربما سعد القائل بقوله أو شقي به.
العاقلُ النِّحريرُ محتاجُ إلى ... أنْ يستعينَ بجاهلٍ مَعْتوهِ
ربما احتاج العاقل إلى الجاهل لمخاصمة الجهلاء.
العبدُ يُقرعُ بالعصا ... والحُرُّ تكفيهِ الملامَهْ
الحر يكتفي باللوم والعبد لا تؤدبه إلا العصا.
العزمُ في غيرِ وقتِ العزمِ مَعجزةٌ ... والازديادُ بغيرِ العقلِ نُقصانُ
العزم في غير وقته عجز، والزيادة في غير العقل نقص.
العفوُ والصَّفحُ أداة الصابِرِ ... والخُبْثُ والمَكْرُ لباسُ الفاجِرِ
الصابر يستعين بالعفو والصفح، والفاجر أداته الخبث والمكر.
العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إلى العُلا ... والجهلُ يقْعُدَ بالفتى المنسوبِ
العلم يرفع من ليس له نسب، والجهل يخفض من له نسب.
العيبُ في الجاهلِ المغمورِ مغمورُ ... وعيبُ ذي الشّرف المذكورِ مذكورُ
عيب الجاهل مغمور وعيب العالم مشهور.
الفحش مذمومٌ قبيحٌ كاسمهِ ... والمرءُ محسودٌ بفضلِ علمِهِ
الفحش مثل اسمه مذموم، والمرء يحسد على علمه.
الفقرُ يُزري بالفتى في قومِه ... والعينُ يُغضيها الكريمُ على القَذى
الفقر يزري بالفقير وإن كان عالمًا، والكريم يُغضي على القذى، وإن كان يراه.
القصدُ أولى من بلوغِ الغايهْ ... وكُلُّ شيءٍ فإلى نِهايهْ
التوسط في الأمور خير من الغلو فيها، ولكل شيء نهاية.
الكفرُ بالنعمةِ يدعو إلى ... زوالِها والشكرُ أبقى لها
إنكار النعمة يؤدي إلى زوالها، وشكرها يدعو إلى بقائها.
المالُ يَفْنَى ويبلى ... والذّكرُ أبقى وأجْمَلْ
يفنى المال ويبقى الذكر الجميل.
المرءُ بعدَ الموتِ أُحدوثةٌ ... يَفنى وتبقَى مِنهُ آثارهُ
إنما المرء حديث الناس بعد موته، وهو يفنى ويبقى ما ترك من أثر.
المرءُ منسوبٌ إلى فِعْلهِ ... والناسُ أخيارٌ وأمثالُ
يعرف المرء بما يفعل، والناس بعد موتهم لا تبقى إلا أخبارهم.
المرءُ يقْدمُ دنياهُ على خطرٍ ... بالكُرْه منه وينآها على سَخَطِ
يجيء الإنسان إلى الحياة كارهًا، ويغادرها كارهًا.
المقاديرُ بَيْنَنا ... يَتَرَقَّبْنَ حَيْنَنا
القدر يرقب موتنا.
المَكرُ والخِبُّ أداةُ الغادرِ ... والكَذِبُ المحْضُ سلاحُ الفاجرِ
سلاح الغادر المكر والغش وسلاح الفاجر الكذب.
الناسُ أخلاقَهم شتَّى وإن جُبلوا ... على تشابهِ أرواحٍ وأجسادِ
يختلف الناس في أخلاقهم ويتشابهون في أجسادهم.
الناسُ في فِطرتِهم سَواءُ ... وإِنْ تَناهت بهم الأهواءُ
الناس متساوون في الطبيعة مختلفون في الأهواء والغايات.
الناس يجرونَ إلى الغاياتِ ... فأمّةٌ تمضي وأخرى تأتي
هكذا البشر: تمضي أمة منهم وتأتي أمة أخرى.
الناسُ يَجرونَ على الأعراقِ ... يَجرونَ جريَ الضُمَّر العتاقِ
الناس يجرون في الحياة على حسب أنسابهم كما تجري الخيل
النفسُ إِن أتْبَعتَها هَواها ... فاغرةٌ نحْوَ رَداها فاها
إذا تركت نفسك على هواها أسرعت إلى الهلاك.
اليومَ حاجتُنا إليكَ وإنما ... يُدعى الطبيبُ لِساعةِ الأوصابِ
نحن اليوم نحتاج إليك فحقق ما نرجوه منك، والطبيب إنما يستدعي عند حاجة المريض إليه.
أما الطعامُ فكُلْ لنفسِك ما اشتهت ... واجعلْ لِباسَك ما اشتهاهُ الناسُ
كل ما تشتهي والبس ما يشتهيه الناس.
1 / 7