ولما بيّن نفاقهم وعلته وسيرتهم عند دعاء الداعي إلى الحق بهذة الآيات بين سيرتهم في أقوالهم في خداعهم دليلًا على إفسادهم بقوله: ﴿وإذا لقوا﴾ واللقاء اجتماع بإقبال ﴿الذين آمنوا﴾ أي حقًا ظاهرًا وباطنًا، ولكن إيمانهم كما قال الحرالي فعل من أفعالهم لم ينته إلى أن يصير صفة لهم، وأما المؤمنون الذين صار إيمانهم صفة لهم فلا يكادون يلقونهم بمقتضاه، لأنهم لا يجدون معهم مدخلًا في قول ولا مؤانسة، لأن اللقاء لا بد فيه من إقبال ما من الملتقيين.
انتهى ﴿قالوا﴾ خداعًا ﴿آمنا﴾ معبرين بالجملة الفعلية الماضية التي يكفي في إفادتها لما سقيت له أدنى الحدوث.