187

Nazm Durar

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

Yayıncı

دار الكتاب الإسلامي

Yayın Yeri

القاهرة

على ترك الالتفات إلى موقع معناها ما يقوله النحاة في معنى التقريب إنّ أنّ والفعل في معنى المصدر، والواجب في الإعراب والبيان الإفصاح عن ترتب معانيهما، وعند هذا يجب أن تكون أن اسمًا والفعل صلتها نحو من وما ﴿مثلًا ما﴾ مثل أمر ظاهر للحس ونحوه، يعتبر به أمر خفي يطابقه فينفهم معناه باعتباره و«ما» في نحو هذا الموقع لمعنى الاستغراق، فهي هنا لشمول الأدنى والأعلى من الأمثال - انتهى.
ثم بين ذلك بقوله: ﴿بعوضة﴾ .
وقال الحرالي: ولما كان ضرب المثل متعلقًا بمثل وممثل كان الضرب واقعًا عليهما، فكان لذلك متعديًا إلى مفعولين: مثلًا ما وبعوضة، والبعوض جنس معروف من أدنى الحيوان الطائر مقدارًا وفيه استقلال وتمام خلقة، يشعر به معنى البعض الذي منه لفظه، لأن البعض يوجد فيه

1 / 203