Evrim Teorisi ve İnsanın Kökeni
نظرية التطور وأصل الإنسان
Türler
وهنا نقطة تستحق أن نقف عندها، ذلك أننا لا نجد بين الحيوانات جميعها هذا الالتفات للوجه كما نجد بين الإنسان؛ فنحن نقول عن شاب أو فتاة أو امرأة إن أحدهم جميل، ونعني أن الوجه جميل، ولا نكاد نلتفت إلى عضو آخر سوى الالتفات العابر، فنحن نذكر العينين الناطقتين، والوجنتين النضرتين، والجبهة العالية، والأنف المرهف، والشفتين الرقيقتين، ونحس أن في الوجه شيئا أكبر من الملاحة الجسمية، نحس نبلا وروعة وشهامة وسحرا.
ولا عبرة بأن يقال إن هذا الجمال ذاتي، وإنه ليس له وجود موضوعي في الطبيعة؛ إذ هو يجب أن يكون ذاتيا، وذاتيته برهان على الإحساس العام، في الضمير أو الوجدان البشري، بقيمته، وأنه هو الصورة التي رسمها هذا الوجدان.
وبكلمة أخرى نقول إن الرجل ينظر إلى المرأة بخلاف ما ينظر الذكر إلى الأنثى من الحيوان، ولا مفر من أن نرد هذا الفرق إلى الوضع الذي اتخذاه في التعارف الجنسي، هذا التعارف الذي يتم بيننا نحن البشر وجها لوجه، وليس - كما هي الحال بين الحيوانات - وجها لظهر، فالحيوان بهذا الوضع يشتهي ظهر الأنثى وخلفها، ويهمل الوجه، ونحن نشتهي وجه المرأة وصدرها، ومن هنا عنايتنا الكبرى بملامح الوجه، وهي عناية لا يعقل أن تكون عند الحيوان، وقد أصبح الوجه البشري بذلك بؤرة التقدير الفني من الرجل ومن المرأة. (وجه الربة فينوس كما تخليه الفنانون الإغريق حين أرادوا تمثيل الجمال البشري)
ومع هذا ما زلنا حيوانات؛ فإن شهوة اللحم عندنا تجد في كفلي المرأة ما يثير الانجذاب الجنسي، وهذا يرجع بالطبع إلى قبل ملايين السنين الماضية حين كان التعارف الجنسي بيننا يجري على أسلوب الحيوانات؛ أي وجه الذكر إلى ظهر الأنثى، ولكن هذا الأسلوب قد تغير فالتفتنا إلى الوجه، وتغير الوجه بحيث صار وفق الصورة التي رسمها وجداننا عن الجمال البشري، ولكن بقيت الذكرى الحيوانية في الإعجاب بكفلي المرأة، بل بقي الشذوذ الجنسي.
وجميع الحيوانات الرواضع تتسم بقرب أثدائها من ساقيها الخلفيتين، ولكن ثديي المرأة ترتفعان إلى الصدر؛ وعلة ذلك أنها قد أصبحت تحل طفلها على صدرها وتمشي على ساقيها فقط، بل هي تعتمد حين تقعد على أليتيها أيضا، فيحتاج الطفل في الرضاع إلى أن يجد الثديين على الصدر، وليس على أسفل البطن.
ومع أن ضخامة الأليتين لا تعد من الجمال إلا عند البدائيين أو المتوحشين، فإن هناك ما يرجح القول بأنهما ستزيدان ضخامة في المستقبل؛ لأن الدماغ سيكبر في حجمه، وسيحتاج الجنين إلى حوض واسع عند المرأة حتى تسهل ولادته، واتساع الحوض يعني في النهاية تضخم الأليتين.
السلالات البشرية
من عادة الإنجليز أن يؤلف صغار الكتب كبار الناس من العلماء، وقد كان «نيتشه» يأسف لأن بلاده لا تتبع هذه الطريقة، وذلك لأن أقدر الناس على الاختصار مع عدم الإخلال هو العالم المتعمق.
ومن أحسن ما قرأنا من هذه الكتب كتاب صغير يدعى «المغولي بين ظهرانينا»، تأليف الدكتور كروكشانك.
وخلاصة نظرية الدكتور كروكشانك أن هناك ثلاثة أوجه بشرية؛ هي الوجه المغولي، والوجه الزنجي، والوجه الأوربي، وأن الوجه المغولي يشبه وجه قرد جاوة المسمى أورانج أوتان، وأن الصيني في بعض أخلاقه وتركيب جسمه يشبه هذا القرد؛ فكلاهما يقعد بعد أن يطوي ساقيه تحته.
Bilinmeyen sayfa