Evrim Teorisi ve İnsanın Kökeni
نظرية التطور وأصل الإنسان
Türler
وطفل الإنسان مثل أطفال سائر الحيوان اللبون؛ يولد وذراعاه تساوي في الطول ساقيه، فإذا شب زاد طول ساقيه على ذراعيه، ولكن القردة العليا بعكس ذلك تأخذ الذراعان في الزيادة الفاحشة حتى يبلغ النمو حده؛ ولا سبب لذلك إلا أن القردة قد اتخذت الأشجار وطنا لها فاحتاجت إلى الذراع الطويلة، بخلاف الإنسان الذي رضي بالمقام على الأرض.
ثم هناك فرق آخر في نمو الدماغ؛ فإن أطفال القردة تشبه أطفال الإنسان في هيئة الرأس والوجه، ولكن طفل الإنسان يستمر دماغه في النمو بلا عائق إلى أن يبلغ سن الخامسة عشرة أو أكثر، أما طفل القردة فإن دماغه يقف عن النمو بينما يأخذ فكاه في النمو المفرط، وليس شك في أن الإفراط في نمو الفكين والأسنان عند القردة العليا هو أحد الأسباب لتوقف نمو الدماغ عندها أيضا؛ فإن عضلات الفكين تمتد على جوانب الرأس وخلفه وتعوق نموه؛ إذ هي أشبه بحبال مشدودة حول الرأس تمنعه من أن يتحيز مكانا أكبر.
وقد كان داروين يحتاط في كل ما يقوله؛ فلم يتورط مرة في القول بأن أصل الإنسان قرد، ولم يقل ذلك «هكسلي» أيضا، وإنما قال إن الفرق بين القردة الدنيا وبين العليا أكبر من الفرق بين هذه وبين الإنسان، أما «هيكل» فقد تورط وقال إن أصل الإنسان قرد، والصحيح أننا من أسرة واحدة ترجع إلى حد بعيد، لم يكن قردا ولم يكن إنسانا. (الغوريلا: ذكر صغير السن في حوالي العاشرة من عمره)
فإنه يبدو من تركيب أجسام أطفال الإنسان وأطفال القردة أن هذه القردة والإنسان يشتركان في أب واحد هو في الأغلب - كما قال كروكشانك - «الإنسان القردي المنتصب» الذي وجدت أحافيره في جاوة، والأغلب أن هذا الإنسان لم يحصر معيشته في الأشجار أو على الأرض، وإنما عاش بينهما، فلما خرجت ذريته وانتشرت في العالم عمد بعضها إلى الأشجار والغابات فعاش فيها وفقد إبهامه، واعتمد على فكيه في الافتراس، فطالت ذراعاه ولم ينم دماغه، واعتمد بعضها على الأرض فعاش فيها، فاحتفظ بإبهامه واستعمل السلاح يحمله في يده، فلم يحتج إلى تقوية فكيه، فكبر دماغه وانتصبت قامته.
ويؤيد هذه النظرية أننا نجد إنسان آسيا وهو المغولي، يشبه قرد آسيا وهو الأورانج؛ فتخطيط الكف يتفق في قرد الأورانج والإنسان المغولي، ويختلف عن تخطيط الكف في إنسان إفريقيا وأوربا والقردين المعروفين في إفريقيا، وكذلك قعدة الآسيويين هي نفسها قعدة الأورانج؛ فكلاهما يقعد على أليتيه ويطوي ساقيه تحته، وهذا بخلاف القردة والناس في إفريقيا وأوربا، حيث المشابهة كبيرة بين الإنسان الأوربي وبين الشمبنزي. (الغوريلا: أنثى مضجعة على جانبها)
حياة الأورانج أوتان
الأورانج أوتان فصيلة من فصائل القردة العليا البتراء الأربع، وقد ألممنا بشيء من حياة هذه القردة على وجه التلخيص، ولكن يحسن بنا أن نفصل حياة أحد هذه القردة بعض التفصيل.
فالقردة العليا تمتاز كلها بالمسحة البشرية التي على وجوهها، ولو تأملت وجهها وهي تلحظ ما حولها بعينيها دون أن تحرك رءوسها، أو لو نظرت إليها وهي تتنهد، أو تقطب حواجبها، أو تحك، أو تتأمل، أو تحاول استكشاف شيء، لشعرت بأنك أمام حيوان قد أوشك أن يكون إنسانا.
والأورانج يعيش في سومطرا وبورنيو، وهو ضخم الجثة كبير البطن، ووجهه خلو من الشعر، عليه مسحة الكآبة، وللذكر دون الأنثى خدود كثيفة تجعل الوجه عريضا كأنه إنسان صيني، ووجهه أسمر إلى سواد، ولكن بجبهته شيء من الحمرة الخفيفة، وشفتاه متحركتان، وهما تبرزان إلى الخارج عندما يأكل.
وليس للأورانج ذقن كما للإنسان، ولا فرق بين أذنه وأذن الإنسان، والذراعان طويلتان تبلغان عقبه، وأصابع يديه مشتبكة عند أصولها بغشاء، ولكن إبهامه قصيرة، وكثيرا ما تخلو من المفصل الأخير، ظهر يده قليل الشعر، وإبهام القدم قصيرة جدا أيضا، وكثيرا ما تخلو هي وسائر الأصابع من الأظافر، وهو هنا قد سبقنا في التطور؛ لأن مصيرنا القريب إلى ذلك أيضا.
Bilinmeyen sayfa