Evrim Teorisi ve İnsanın Kökeni
نظرية التطور وأصل الإنسان
Türler
إنسان كرومانيون الذي امتزج بنا.
ولا يمكن الجزم بالمكان الذي نشأ فيه الإنسان الحاضر، وإنما يرجح أنه نشأ في مكان بارد، والذي يدعو إلى هذا الترجيح أن أقدر الحيوانات على مقاومة برد العصر الجليدي هي - بالطبع - تلك التي كانت تعيش في مكان بارد قبل مجيء هذا العصر؛ لأنها تكون قد تهيأت لشدائده بعض التهيؤ.
ارتقاء العقل البشري
الجهاز العصبي في الحيوان هو أداة استجابة الحي للعوارض الخارجية؛ لذلك كان أول ظهوره على السطح الخارجي للجسم، حتى إذا تركز بعض الحواس في الرأس؛ كالسمع والشم والنظر والذوق، صار مكان الرأس مركز القوى العصبية للحيوان، وأخذ الرأس يكبر بالتدريج؛ لأن هذا الجهاز صار ينمو بتقدم الحيوان في التطور؛ فأكبر الحيوان دماغا بالنسبة إلى جسمه هو الإنسان، وهو آخر وأعلى حلقة في سلسلة التطور.
ونحن نعرف من قصة التطور أن القشريات؛ مثل الجنبري، قد سبقت السمك، والسمك قد سبق الزواحف، والزواحف قد سبقت الطيور، وأن اللبونات أكثر تطورا من الطيور، فإذا نحن قسنا أدمغة هذه الحيوانات وجدناها متناسبة مع درجة تطورها؛ فدماغ الغراب - مثلا - يزيد على دماغ السمكة التي في حجمه بنحو ثلاثين ضعفا.
وقد كان من ضروب اللباقة التي يعتد بها المعارضون لنظرية داروين قولهم إن للإنسان عقلا وأن للحيوان غريزة، فنحن نعقل وهو لا يعقل، ولكن هذا الاعتراض قد ضعف الآن أو بطل، وليس شك في أننا إذا نظرنا إلى الحشرات العليا؛ كالنمل والنحل والزنانير، نجد 99 في المئة من أعمالها غريزة محفوظة آلية لا أثر للعقل فيها، ولكن بذرة العقل لا تزال فيها، ثم إننا إذا نظرنا إلى الإنسان، وهو أرقى الحيوان عقلا، وجدناه يعتمد في أكثر من نصف أعماله على الغريزة، وحسبنا دليلا على ذلك أن أكبر ما يدفعه إلى السعي والنشاط غريزتان؛ هما البحث عن الأنثى، والبحث عن الطعام.
وليست الغريزة سوى عمل متكرر أشبه بأعمالنا التي تنطبع في العقل الباطن فيؤديها بلا جهد أو التفات.
ولكن دماغ الإنسان مع ذلك يفوق دماغ سائر الحيوان، بحيث إن الهوة التي تفصله عنها كبيرة جدا؛ فلا بد من أن نعتبر الظروف التي دعت إلى هذا التفوق، وإليك أهم هذه الظروف: (1)
أن الإنسان حيوان له يد بها إبهام. (2)
أن له عينين في وجهه. (3)
Bilinmeyen sayfa