Evrim Teorisi ve İnsanın Kökeni
نظرية التطور وأصل الإنسان
Türler
فكل هذه الأمثلة عن إمكان إيجاد صفات جديدة في الحيوان أو النبات المدجن تدلنا على أن الجسم الحي يقبل التحول والتطور، وما يفعله الإنسان في دواجنه تفعله الطبيعة في نباتها وحيوانها، ولكن الطبيعة تعمل في ملايين السنين؛ فهي لذلك استطاعت أن توجد الأنواع المختلفة، أما الإنسان فلم يعمل إلا في جملة مئات من السنين؛ فهو لذلك لم يستطع سوى إيجاد سلالات فقط، ولعله لو طالت المدة وتقادم الزمن لصارت هذه السلالات المتقاربة أنواعا مستقلة.
ويجب هنا أن نقول إن الفرق بين السلالة والنوع ليس من التميز الوضوح بحيث يجعل هذا الحيوان أو النبات نوعا أو سلالة في بعض الأحيان على وجه البت والتقرير؛ فالإنسان - مثلا - نوع واحد ينقسم إلى سلالات؛ مثل المغول والآريين والزنج الإفريقيين والأمرنديين في أمريكا، ومع ذلك فقد قام حديثا أحد العلماء يقول إن المغول نوع متميز من الآرى، وليسا سلالتين ترجعان إلى النوع البشري.
وعلامة النوع التي تميزه أنه لا يتلاقح مع نوع آخر، بينما علامة السلالة أنها تتلاقح مع سلالة أخرى، ولكن نوع الكلب يتلاقح مع نوع الذئب، ونوع الفرس يتلاقح مع نوع الحمير؛ فالنوع والسلالة يتداخلان أحيانا بحيث لا يمكن البت في كل حالة عن حيوانين أو نباتين هل هما نوعان أم سلالتان من نوع واحد.
ومما يجعل محاولة إيجاد نوع جديد على يد الإنسان من الأمور الشاقة أن الحيوانات الداجنة كلها تقريبا حيوانات عليا لبونة تعيش عمرا طويلا، فإيجاد صفة جديدة فيها يحتاج إلى تعاقب مئات الأجيال أبا عن جد، وهذا يستغرق آلاف السنين.
وليس ينكر أن لدينا أحياء دنيا من ذوات الخلية الواحدة، وأنها تتكاثر في اليوم الواحد أكثر مما نرى من الحيوانات العليا في مئة عام، وقد يظن القارئ لذلك أن محاولة إيجاد نوع جديد منها يكون أسهل من محاولة إيجاد نوع جديد من البقر أو الخيل أو غيرهما، ولكن يجب ألا يغيب عن الذهن أن الحيوانات الدنيا بطيئة التطور، أما العليا فسريعته، وهذا ظاهر من اختلاف هيئات الأفراد في الأحياء العليا، واتفاقها أو ما يشبه اتفاقها في الحيوانات الدنيا.
وطبقات قشرة الأرض تدل على أن تطور الأحياء الدنيا قد استغرق وقتا طويلا جدا، أضعاف ما استغرقه تطور الأحياء العليا، فنحن في رغبتنا في إيجاد أنواع جديدة أمام صعوبتين: الأولى: أن الأحياء الدنيا وإن كانت سريعة التكاثر فهي بطيئة التطور، والثانية: أن الأحياء العليا وإن كانت سريعة التطور فهي بطيئة التناسل.
وحسبنا السلالات العديدة التي أوجدها وما زال يوجدها الإنسان من الحيوان والنبات، فهي شاهد على أن الحياة تقبل التحول والتطور؛ فما فعلناه نحن في آلاف السنين قد فعلت الطبيعة أضعافه في ملايين السنين، ولذلك استطاعت أن توجد الأنواع، بينما نحن لم نستطع سوى إيجاد السلالات.
التطور في الشارع
عندما نرى جملا يسير على الطريق الزراعي ونتأمل عنقه المديد لا نتمالك أن نذكر أن هذا العنق قد طال وامتد لأن سيقان الجمل قد ارتفعت، فهو يحتاج، كي يصل فمه إلى العشب، أن يكون عنقه طويلا.
وإذا سألنا: لماذا ارتفعت سيقانه؟ فإن الإجابة تتضح من كفوفه الطرية التي تنفرش على الرمل والحصا، ومن الثفنات الخشنة التي تقيه الجروح عندما يبرك، وهذا يدل على أنه حيوان الصحاري الجافة، وارتفاع سيقانه يجعل خطواته واسعة فلا تحتك بالرمل والحصا كثيرا، فهو يمشي وكأنه يجري.
Bilinmeyen sayfa