Evrim Teorisi ve İnsanın Kökeni
نظرية التطور وأصل الإنسان
Türler
لأن بعض الحيوانات تستطيع أن تغتذي من الجماد، وذلك بواسطة الكلوروفيل؛ أي المادة الخضراء التي في النبات، فإن هذه المادة هي التي تجعل النبات يغتذي من الجماد؛ ففي بعض الحيوانات؛ مثل نوع من الإسفنج ونوع آخر من الدود ونوع آخر من القشريات، نجد هذه المادة، وبواسطتها يقدر الحيوان على الاغتذاء من الجماد.
وثالثا:
في بعض النباتات أنواع ليس بها مادة الكلوروفيل هذه، فلا يمكنها أن تغتذي من الجماد، بل هي تغتذي من الحيوان أو النبات كما هو الشأن في البكتريا التي تحدث الأمراض، وفي الكمأة التي تعيش على المادة الحية؛ مثل الجيف.
ونقول رابعا وأخيرا:
إن الفرق بين الحيوان والنبات من حيث الاغتذاء ليس كبيرا؛ إذ إن بعض النباتات الخضر؛ أي التي تغتذي من الجماد، تغتذي أيضا من الحيوان؛ وذلك بأن تطبق زهرتها على الحشرات فتقتلها وتمتصها.
والنبات والحيوان كلاهما يتنفس، وقد كان الظن قديما أن التنفس في الحيوان عكس التنفس في النبات، فكان يقال إن الحيوان يحتفظ بالأكسجين ويطلق ثاني أكسيد الكربون، وإن النبات يفعل عكس ذلك؛ أي يطلق الأكسجين ويحتفظ بثاني أكسيد الكربون الذي يبني منه مادته الخشبية، ولكن هذا الظن خطأ؛ فإن الحيوان والنبات يتنفسان بطريقة واحدة، وإنما جاء الخطأ من الخلط بين عمليتي التنفس والغذاء.
فمن حيث التنفس لا نجد أقل فرق بين الحيوان والنبات؛ فكلاهما يأخذ الأكسجين ويطرد ثاني أكسيد الكربون، ولكن النبات الأخضر يغتذي من الهواء في ضوء الشمس، فيمتص من الهواء ثاني أكسيد الكربون (للغذاء لا للتنفس)، ثم يطرد كمية من الأكسجين أكبر مما يطرده من كمية ثاني أكسيد الكربون الذي اغتذى به. يحدث هذا في النهار، فإذا جاء الليل وقفت عملية اغتذاء النبات من الهواء لانعدام الضوء، وتبقى عملية التنفس فقط؛ ولذلك هو يطلق ثاني أكسيد الكربون كالحيوان، ومن هنا ضرر إبقاء النبات داخل غرف النوم؛ لأنه يزحم النائمين؛ إذ هو يتنفس مثلهم.
ومما يشترك فيه الحيوان والنبات قانون الوراثة؛ فنحن البشر أرقى الأحياء، ننسل كما ينسل القطن أو الفجل نسله، لا فرق بيننا وبينه، فقانون «مندل» في الوراثة ينطبق على الحيوان والنبات، ومربو الخيول أو القطن أو الكلاب أو الحمام أو الأزهار يجب عليهم أن يراعوا هذا القانون في اختيار الصفات التي يرغب في إيجادها في النسل، ولو كان النبات من أصل آخر غير أصل الحيوان لكان الأرجح أن يختلف عنه في قانون الوراثة.
ولننظر في قانون آخر يشمل الحيوان والنبات، فالمعروف أنه كلما كبر حجم الحي طال عمره بنسبة كبر حجمه؛ فالسنديان يعيش أكثر من النخل، والجميز أكثر من الشعير، وكذلك الفيل والقيطس أكثر من الفأر والأرنب، كأن الطبيعة لم تخلق أنواعا على حدتها، وإنما خلقت أفرادا فقط، فلما تباين الأفراد وكثرت فروق هذا التباين وتراكمت، صار هذا الفرد قائما برأسه، بل صار هذا نباتا وهذا حيوانا، ومما يبصرنا بذلك أن طويل الجسم في الإنسان طويل العمر أيضا على وجه عام.
ثم إننا نجد النبات قد سار سيرة الحيوان في تطوره، وإنما بطريقة أبطأ؛ فقد بدأ كلاهما وليس في أحدهما ما يميز الجنس، فلم يكن هناك ذكر أو أنثى في الحيوان أو النبات، ثم ظهر بعد ذلك زهر النبات يحتوي على ملاقحه، بل بعض النبات ؛ كالنخل والتوت، يختلف فيه الذكر عن الأنثى.
Bilinmeyen sayfa