نعم، إذا استقرينا كلام علماء المسلمين حول هذه الآيات وجدنا كلامهم متحدا حول قوله تعالى : ((ليس كمثله شيء))، فلم يفسرها أحد فيما نعلم بخلاف ظاهرها، فقد أجمع المسلمون على أن المقصود بها ظاهرها، وأن لا تأويل فيها.
ثم وجدناهم اختلفوا في تفسير آيات التشبيه كقوله تعالى:
((ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام))، فمنهم من أبقاه على ظاهره، وهم الظاهرية، ومنهم من حملها على معان أخر غير المعنى المتبادر عند الإطلاق، وهم الزيدية والمعتزلة وغيرهم.
[المحكم والمتشابه وكيفة رد المتشابه إلى المحكم]
والله سبحانه وتعالى قد أخبرنا جملة أن في القرآن:
محكما، وأن هذا المحكم: هو أم الكتاب، وأن فيه متشابها.
ثم أشار سبحانه وتعالى عند ذكر المتشابه إلى أنه سيقع الاختلاف في تأويله، وهذه الآية في المحكم والمتشابه، والإشارة إلى ما قلناه قال تعالى في أوائل سورة آل عمران: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)) [آل عمران: 7].
Sayfa 26