فلا يجوز عليه سبحانه وتعالى الصعود والهبوط، والذهاب والمجيء؛ لأن ذلك صفات للأجسام، وعوارض لها، وكذلك الحركة والسكون لأنهما من صفات الأجسام وخصائصها، وكذا سائر صفات الأجسام وأعراضها، نحو التجزؤ والإنقسام، والكلية والبعضية، والألوان، والفرح والضجر، والهم والغضب والرضا، والعزم، والإرادة والكراهة، والغضب، والرقة والسهو والغفلة.
وبهذا الدليل يبطل قول من أثبت لله تعالى وجها، وعينين، ويدين،
وأصابع، وجنبا، وقدمين وإلى آخره على الحقيقة.
[الاشتراك في الاسم لا يوجب الاشتراك في المعنى]
وهناك صفات أطلقت على الله سبحانه وتعالى، وأطلقت أيضا على المخلوقين، والإشتراك في الاسم لا يوجب الاشتراك في المعنى، فمعناها: حينما تطلق على الإنسان غير معناها بالنسبة إلى الله تعالى، وسنفصلها كلمة كلمة:
صفة الوجود بالنسبة للإنسان ونحوه من المحدثات معناها: الوجود المحدود بأن له ابتداءا وانتهاءا، قال تعالى: ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)) [الإنسان: 1]، وفي التحقيق الإنسان ونحوه موجود على صيغة المفعول وجد بقدرة قادر.
ومعناها في الخالق سبحانه مغائر لمعناها في المخلوق: فلا أولية لوجوده ولا آخرية ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)) [الحديد:3]، وهو سبحانه الموجد لكل الموجودات على صيغة الفاعل، وقد اشتهر عند المتكلمين هذه العبارة: واجب الوجود، وذلك للتفرقة بين الخالق والمخلوق، فقالوا في المخلوقات إنها: جائزة الوجود، وقالوا أيضا في المستحيل وجوده كالجمع بين النقيضين: مستحيل الوجود.
Sayfa 19