İnsanlık Tarihinde Göktaşları
النيازك في التاريخ الإنساني
Türler
ولا يدري أحد من الباحثين ما الذي دفع الناس لهذا الظن؟! وهل كان شكل النيزك الخارجي يشبه شكل الإنسان، وهل كان شكله يوحي بوجود شبه بينه وبين وجه ذلك البارون المكروه؟!
وفي أستراليا يتناقل السكان الأصليون ذكرى كارثة حلت بأسلافهم، عندما هوت مجموعة من الأحجار السماوية الضخمة على منطقة «ولف جريك»، فأحدثت فجوات كبيرة غائرة في الأرض، تشبه فوهات البراكين. ويشيرون إلى إحدى قطع النيازك الضخمة الموجودة بالقرب من هذه الفوهة، على أنها صخرة الشيطان، ويرفضون الاقتراب منها؛ خشية أن تصيبهم الكوارث.
20
رسم يصور النيازك على أنها ثعابين تسقط من السماء (مكسيكو، 1529م).
ويبدو أن «الإسكيمو» يحتقرون النيازك أيضا؛ إذ يعتقدون أن روح الشر المدعوة «تينارسوك» قذفت من السماء بامرأة، ومعها كلبها وخيمتها، في إشارة إلى ثلاث قطع من نيزك حديدي، وجدت في أرضيهم، واستغلوها في الحصول على أدوات حديدية، كالسكاكين والحراب المدببة، لفترة كبيرة من الزمن. وكانوا يطلقون على إحدى تلك القطع اسم «المرأة» (إذ بدت لهم على أنها أشبه بامرأة تحيك الثياب)، والقطعة الثانية أطلقوا عليها اسم «الكلب»؛ نظرا لشبهها بجسم كلب، أما الثالثة، وهي أكبر تلك القطع، فقد أطلقوا عليها اسم «الخيمة»؛ نظرا لشكلها المخروطي الذي يشبه الخيمة. وتعود قصة معرفة الباحثين لهذا النيزك إلى عام 1818م، عندما كان الكابتن «جون روس» يقوم برحلته القطبية، ولاحظ أن رجال «الإسكيمو» يستعملون حرابا مدببة ذات أطراف حديدية حادة وقاطعة، وسكاكين حادة، تستعمل في اقتطاع الجليد وغير ذلك من المهام والأغراض المختلفة. وتوقع «روس» أن «الإسكيمو» يحصلون على حديد السكاكين والحراب تلك من نيزك حديدي. وباءت محاولاته التي بذلها لمعرفة موقع مصدر هذا الحديد بالفشل، حيث كان «الإسكيمو» يعتبرون ذلك من الأسرار الخطيرة في حياتهم، التي لا يمكن أن يطلعوا عليها أحدا من الغرباء (المستكشفين البريطانيين والدنماركيين)، الذين يحلون على أراضيهم، لكن الأميرال «روبرت أ. بيري»
Robert A. Peary ، الذي قام برحلات استكشاف لمنطقة القطب الشمالي، في الفترة من 1886 إلى 1909م، تقرب كثيرا من أفراد قبيلة «الإسكيمو» وتودد إليهم، فقدم لهم الكثير من الهدايا؛ كالسكاكين، والبنادق، والإبر، والحراب، وغير ذلك من الأدوات التي غيرت حياتهم بشكل ملحوظ، فأصبح بالنسبة إليهم صديقا حميما؛ ومن ثم وافق أفراد قبيلة «الإسكيمو» الصغيرة على إرشاده إلى الموقع، الذي كانوا يجلبون منه الحديد. ووصل بالفعل إلى شرق «كاب يورك» ب «جرين لاند» في عام 1894م؛ حيث ترقد قطع النيزك الثلاث. وفي عام 1895م رفعت القطعتان «المرأة والكلب» على ظهر سفينة النجدة «كايت»
Kite ، في حين لم يتمكن الأميرال «روبرت أ. بيري» ورجاله من رفع قطعة النيزك الأخرى التي يطلق عليها «الخيمة» نظرا لثقلها، لا في هذه المرة ولا في المرة التي تلتها، خلال عام 1896م، لكنه تمكن هو ورجاله من ذلك في عام 1897م. واستقرت القطع الثلاث في قاعة «هايدن للكواكب السيارة» بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك؛ حيث يمر عليها آلاف الزوار كل عام.
21
وفي عام 1963م استطاع الباحث الدنماركي «فاجن بوشوالد»
22
Bilinmeyen sayfa