106

Nawadir Usul

نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

Araştırmacı

عبد الرحمن عميرة

Yayıncı

دار الجيل

Yayın Yeri

بيروت

وَمن هَهُنَا مَا رُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ أَنه أُتِي بِعَسَل قد خيض بِمَاء فَرده وَقَالَ أما إِنِّي لَا أحرمهُ وَلَكِنِّي أتركه تواضعا لله تَعَالَى كَأَنَّهُ رأى أَن النَّفس إِذا أَعْطَيْت شهواتها فَذَاك من الاستكبار وَإِذا منعت فَذَاك من التَّوَاضُع لله تَعَالَى هَذَا فِيمَا حل وَأطلق لَهُ فَكيف بِمَا حرم عَلَيْهِ وان الله تَعَالَى خلق الْجنَّة فحشاها بالنعيم ثَوابًا لأَهْلهَا وَخلق النَّار فحشاها بِالْعَذَابِ عقَابا لأَهْلهَا وَخلق الدُّنْيَا فحشاها بالآفات وَالنَّعِيم محنة وابتلاء ثمَّ خلق الْخلق وَالْجنَّة وَالنَّار فِي غيب مِنْهُم لم يعاينوه فالنعيم والآفات الَّتِي فِي الدُّنْيَا من أنموذج الْآخِرَة ومذاقه فِيهَا وَخلق فِي الأَرْض من عبيده ملوكا أَعْطَاهُم سُلْطَانا أرعب بِهِ الْقُلُوب وَملك بِهِ النُّفُوس قهرا أنموذجا ومثالا لتدبيره وَملكه ونفاذ أمره وَوصف الدَّاريْنِ وَضرب الْأَمْثَال ثمَّ قَالَ ﴿وَتلك الْأَمْثَال نَضْرِبهَا للنَّاس وَمَا يَعْقِلهَا إِلَّا الْعَالمُونَ﴾ وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا شَهْوَة وَلَا نعْمَة إِلَّا وَهِي أنموذج الْجنَّة وذوقها ثمَّ من وَرَاء ذَلِك فِيهَا مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر وَلَا سمي للعباد مِنْهَا لم ينتفعوا بِتِلْكَ الْأَسْمَاء لأَنهم لم يعقلوه هَهُنَا وَلَا رَأَوْهُ وَلَا أنموذج لَهَا فِي الدُّنْيَا وَالْجنَّة مائَة دَرَجَة وَإِنَّمَا وصف مِنْهَا ثَلَاث دَرَجَات الذَّهَب وَالْفِضَّة والنور ثمَّ مَا وَرَاء ذَلِك لَا تحتمله الْعُقُول وَلأَهل الْجنَّة تلاق وزيارات ومتحدث من مَوَاطِن الألفة ومجتمع فِي ظلّ طُوبَى ويركبون رفارف والرفرف شَيْء إِذا اسْتَوَى عَلَيْهِ رَفْرَف بِهِ وأهوى بِهِ كالمرجاح يَمِينا وَشمَالًا ورفعا وخفضا يتلذذ مَعَ أنيسه فَإِذا ركبُوا الرفارف أَخذ إسْرَافيل ﵇ فِي السماع

1 / 164