قال: املئوا له جرته ذهبا وفضة. فحسده بعض الحاضرين، وقال: هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال وربما أتلفه وضيعه! فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء، فملئت له، وخرج إلى الباب، ففرقها على الجميع، وبلغ الخليفة ذلك فاستدعاه، فعاتبه على ذلك، فقال:
يجود علينا الخيرون بمالهم
ونحن بمال الخيرين نجود
فأعجبه ذلك، وأمر أن تملأ له عشر مرات، وقال: الحسنة بعشرة أمثالها.
المعتضد بالله وقطر الندى
لما زفت قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد بن طولون إلى المعتضد بالله أحبها حبا شديدا، وإنه وضع يوما رأسه في حجرها فنام، فتلطفت في إزالة رأسه من حجرها، ووسدته، وخرجت من البيت، فلما استيقظ ناداها فأجابته من قرب، فقال: سلمت نفسي إليك فذهبت عني؟! فقالت: والله لم أزل كالفة لأمير المؤمنين. قال: فما أخرجك عني؟! قالت: إن مما أدبتني به أني لا أجلس مع النيام، ولا أنام مع الجلوس. فاستحسن ذلك منها.
عبد الرحمن القوصي والملك المظفر
اتفق أن الذكي عبد الرحمن القوصي حضر مجلسا عند الملك المظفر قبل أن يلي حماة فأنشد:
متى أراك ومن تهوى وأنت كما
تهوى على رغمهم روحين في بدن
Bilinmeyen sayfa