كان هارون الرشيد يتواضع للعلماء، قال أبو معاوية الضرير - وكان من علماء الناس: أكلت مع الرشيد يوما، فصب على يدي الماء رجل، فقال لي: يا أبا معاوية، أتدري من صب الماء على يدك؟ فقلت: لا يا أمير المؤمنين. قال: أنا. فقلت: يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا إجلالا للعلم؟ قال: نعم.
الأعرابي والرشيد والكاتب
دخل أعرابي على الرشيد فأنشده أرجوزة مدحه بها وإسماعيل بن صبيح يكتب كتابا بين يديه، وكان من أحسن الناس خطا وأسرعهم يدا، فقال الرشيد للأعرابي: صف الكاتب. فقال:
رقيق حواشي العلم حين بكوره
يريك الهوينا والأمور تطير
له قلما بؤس ونعمى كلاهما
سحابته في الحالتين درور
يناجيك عما في ضميرك خطه
ويفتح باب النجح وهو عسير
فقال الرشيد: قد وجب لك يا أعرابي عليه حق كما وجب لك علينا، يا غلام، ادفع له دية الحر، فقال إسماعيل: وعلى عبدك دية العبد.
Bilinmeyen sayfa