هارون الرشيد والكسائي
لقي هارون الرشيد الكسائي في بعض طرقه، فوقف عليه وتحفى بسؤاله عن حاله، فقال: أنا بخير يا أمير المؤمنين، ولو لم أجد من ثمرة الأدب إلا ما وهب الله تعالى لي من وقوف أمير المؤمنين لكان ذلك كافيا محتسبا.
القسم الخامس
في نوادر الزاهدين
الزاهدون
الراهب والرجل
مر رجل براهب في صومعته، فقال له: من أنيسك؟ فقال: قلبي. قال: فمن جليسك؟ قال: الصبر. قال: فبأي شيء تقطع وقتك؟ قال: بذكر المساكين الذين في الدنيا. قال: فما رأيت في الدنيا؟ قال: ما رأيت أصدق من الموت. قال له: فما بال الخلق لا يتفكرون فيه؟! قال الراهب: إنما يتفكر الأحياء. وأما الموتى فقد أماتوا أنفسهم قبل الموت بحب الدنيا؛ فهم لا يتفكرون.
بشر الحافي والرجل
قال أحدهم: دخلت على بشر في يوم شديد البرد وقد تعرى من الثياب، فقلت: يا أبا نصر، الناس يزيدون الثياب في مثل هذا اليوم وأنت تنقص؟! فقال: ذكرت الفقراء، وما هم فيه ولم يكن لي ما أؤاسيهم به؛ فأردت أن أرافقهم بنفسي في مقاساة البرد.
بلال ومالك بن دينار
Bilinmeyen sayfa