17
فدفع له مالا. وأتت أم دلامة الخيزران وقالت: إن أبا دلامة مضى لسبيله.
18
فاغتمت وأمرت لها بمال وأعطتها ثيابا وطيبا. ولما دخل المهدي على الخيزران قالت له: يا أمير المؤمنين، إن أبا دلامة مضى لسبيله، أبقى الله أمير المؤمنين! وأم دلامة كانت عندي الساعة، فأعطيتها التجهيز لزوجها. فقال المهدي: إن أم دلامة ماتت، وكان عندي أبو دلامة الساعة، وأعطيته نفقة تجهيزها.
فعجبا ولم يصدقا حتى ذهبا إليهما، فنظر المهدي فإذا بهما طريحان في أرض الدار، فقال: لا بد من أن أم دلامة ماتت قبل زوجها. قالت: بل أبو دلامة يا أمير المؤمنين. قال: وكيف ذلك وقد رأيته الساعة؟! فلما اشتد الخصام قال المهدي: أقسم بشرفي أن لمن أطلعني على الحقيقة خمسة آلاف درهم. فنهض أبو دلامة وقال: أم دلامة ماتت قبلي يا أمير المؤمنين. فضحك المهدي، ودفع إليه المال. (12) إجارة معن لرجل استجار به
1
روي أن أمير المؤمنين المنصور أمر بالقبض على رجل كان يسعى بفساد دولته مع الخوارج من أهل الكوفة، وجعل لمن دل عليه أو جاء به مائة ألف درهم، ثم إن الرجل ظهر في بغداد، فبينما هو يمشي مختفيا في بعض نواحيها رآه رجل من أهل الكوفة فعرفه، فأخذ بمجامع ثيابه، وقال: هذا طلب أمير المؤمنين.
فبينما الرجل على هذه الحالة إذ سمع وقع حوافر الخيل؛ فالتفت فإذا معن بن زائدة، فاستغاث به وقال له: أجرني، أجارك الله! فالتفت معن إلى الرجل المتعلق به وقال له: ما شأنك وهذا؟ فقال له: إنه طلب أمير المؤمنين الذي أمره بالقبض عليه، وجعل لمن دل عليه مائة ألف درهم. فقال: دعه. وقال لغلامه: انزل عن دابتك، واحمل الرجل عليها. فصاح الرجل المتعلق به، وصرخ، واستجار بالناس، وقال: أيحال بيني وبين بغية
19
أمير المؤمنين؟ فقال له معن: اذهب فقل لأمير المؤمنين وأخبره أنه عندي.
Bilinmeyen sayfa