إذا كان الكريم له حجاب
فما فضل الكريم على اللئيم
ثم طويت الرقعة ودفعتها إلى الحاجب، وقلت له: أوصل هذه الرقعة إليه. ففعل ومضى بالرقعة قليلا ثم عاد إلي بالرقعة عينها وقد كتب تحت شعري جوابا شعرا:
إذا كان الكريم قليل مال
تحجب بالحجاب عن الغريم
ومع الرقعة صرة فيها خمسمائة دينار، فتعجبت من سخائه مع قلة ما بيده، فقلت في نفسي: والله، لأتحفن
14
هارون الرشيد بهذا الخبر، فانطلقت حتى أتيت قصر الخلافة، فاستأذنت ودخلت فسلمت عليه بالخلافة.
2
فلما رآني قال لي: من أين يا أصمعي؟ قلت: من عند رجل من أكرم الأحياء من بعد أمير المؤمنين. قال: ومن هو؟ فدفعت له الصرة وسردت عليه الخبر، فلما رأى الصرة قال: هذه من بيت مالي ولا بد لي من الرجل. فقلت: والله يا أمير المؤمنين، إني أستحي أن أكون سبب كدره بإرسالك إليه. فقال: لا يغمك ذلك. ثم التفت إلى بعض خاصته، وقال له: امض مع الأصمعي، فإذا أراك دارا فادخل، وقل لصاحبه: أجب أمير المؤمنين، ولتكن دعوتك له بلطافة من غير أن تزعجه.
Bilinmeyen sayfa