آفة التوربيد : لما رأى المهندسون الميكانيكيون أن الشبكة التي تحاط بها السفن البحرية لاتقاء التوربيد غير وافية بالمرام اخترع بعضهم واسطة أخرى؛ وهي أن تحاط السفينة بمنطقة تكون على بعد بضع أقدام من بدنها ويكون الماء بينهما، فإذا ضربت السفينة بالطوربيد أصاب هذه المنقطة أولا فانفجر ولم يؤثر في السفينة نفسها، وقد جهز الإنكليز بها سفنهم الجديدة من الطرز المعروف باسم مونتيور. •••
سوبر تسبلين: سميت السفن الحربية الحديثة التي هي أكبر من الطرز المعروف بطرز دريدنوط سوبر دريدنوط أي فوق الدريدنوط، وبنى الألمان بالونات أعظم من طرز تسبلن سموها سوبر تسبلن وجعلوا يجربونها فوق بحيرة كونستانس في سويسرا، طول الواحد منها 750 قدما وسعته 54 ألف متر مكعب على ما يظن أي ضعفا تسبلن المعروف، وثقله نحو 40 طنا وفيه أربع آلات محركة وأربعة قوارب مدرعة لركوب رجاله، وعدد من البنادق المتعددة الطلقات والآلات الخاصة بقذف القنابل والطوربيد. •••
الغش والخداع في ساحة الحرب: وأغرب ما رواه هؤلاء الجرحى أن كثيرا ما يجرد الألمان القتلى الفرنسويين والإنكليز والبلجيكيين والجرحى الذين يجهزون عليهم أيضا من بذلهم الرسمية ويرتدون بها، ثم يدنون من جنود الحلفاء فتجوز الحيلة على هؤلاء ويدعونهم يقتربون منهم حاسبين أنهم إخوانهم حتى إذا صاروا قاب قوسين أو أدنى أصولهم نارا حامية، وقد فعلوا مثل ذلك مع آلاي إنكليزي وخدعوه هذه الخدعة فقتلوا كثيرا من رجاله قبل أن يكشف حيلتهم الدنيئة، فلما كشفها حمل عليهم حملة الأسود ومزقهم برءوس الحراب تمزيقا تشفيا وانتقاما.
وقص ضابط واقعة حال قال: هجم الجنود البريطانيون يوما على خنادق للألمان في شمال فرنسا فاستولوا على ثلاثة منها، ولما دخلوها عنوة استأسر الذين فيها وتنكسوا بندقياتهم وارتمى بعضهم على أقدامنا طالبين الرفق بهم، وتماوت آخرون فأمنهم قائدنا، وأخذناهم أسرى حرب، ولكن الجرحى منهم الذين تماوتوا ما صدقوا أن أدار جنودنا ظهورهم حتى أخذوا يطلقون البندقيات عليهم، وتلك خسة ودناءة لا يرتكبهما جندي فيه نقطة دم شريف.
وحكى ضابط أمرا جرى، فقال: هجمت أورطة إسكتلندية على العدو يوما مستبسلة فأبلت فيه بلاء حسنا، ولكنها اضطرت أن تعود إلى المعسكر ولم تستطع أن تحمل جرحاها معها، فضمدت جروحهم وتركتهم إلى أن يتسنى لها أن تعود بهم في حملة ثانية، ولكن الأورطة ما كادت تعود أدراجها إلى أكمة حتى أبصرت الألمان يأتون نذالة ما بعدها نذالة؛ فإنهم أعملوا الحراب في أولئك الجرحى وقضوا عليهم.
وروى جندي قال: طلب ضابط منا أن يتطوع بعضنا ويأتوا بالجرحى من أمام الخنادق التي كنا فيها فلبيت طلبه أنا وثلاثة آخرون، وسرنا لقضاء مهمتنا المحفوفة بالأخطار فبلغنا المكان سالمين، وكان أول جريح وصلت إليه ألمانيا وإذ رأيته يحسن اللغة الإنكليزية قلت له أتريد أن أحملك إلى خنادقنا؟ فسر لذلك وانشرح، وقال إنه لا يعود إلى الحرب ثانية؛ فحملته على ظهري إلى مكان ووضعته على الفراش وهممت بتسلق جدار فرفسني على فمي جزاء صنيعي رفسة فلجت (شقت) شفتي العليا، وقلعت أسنانا من أسناني السفلى فتركته قاصدا مكانا فيه ماء لأغسل فمي، وعاد رفاقي الثلاثة وكل واحد منهم يحمل جريحا وبينما هم راجعون ليحملوا غيرهم انفجرت قنبلة ألمانية، وقتلت الجميع ومنهم الجريح الألماني الذي حملته، ولما عدت أسفت لما جرى وحزنت على رفاقي وقلت إن خيانة ذلك الجريح لي خلصت حياتي من الموت. •••
بين تاجرين أمريكيين: لقد فرغنا من توريد الذخائر لأوروبا، فبماذا نتاجر معها الآن؟ - يجب أن نصدر لها توابيت لدفن الموتى عندها. •••
يقضي البالون المسير ساعة ليصعد في الجو إلى علو 10 آلاف قدم، أما الطيارة فتقضي في ذلك ربع ساعة، وسرعة البالون 45 ميلا في الساعة والطيارة 75 ميلا. •••
المزاحمة المالية: الأمريكي يقول: يحسب الفرنسوي أن الفرنك صرع المارك، ويعتقد الإنكليزي أن الجنيه غلب الفرنك، وهما لا يدريان أن الدولار ساد على الكل. •••
جريمة لا تغتفر: إن أفظع جريمة في هذه الحرب التي كثرت فيها الجرائم هي إعدام المس كافل؛ فقد عرضت هذه الفتاة نفسها للموت لتخلص بعض الجنود من حكم الموت، ولا ذنب لها غير ما تحلت به من رقة القلب والشفقة على بعض جنود أسرى يسرت لهم سبل الفرار من وجه السيف والنار، وقد تم إعدامها في بقعة كانت حديقة مسورة، فوقف ضابط ألماني ومعه ستة جنود وجيء بالسيدة مغمضة العينين من منزل مجاور وكانت قد أبدت رباطة جأش عظيم حتى تلك الساعة، ولكنها امتقعت وأغمى عليها وسقطت على الأرض على بعد ثلاثين يردا من مكان الإعدام، فدنا منها ضابط وهي في هذه الحالة واستل مسدسه وأطلق الرصاص على رأسها، وقد نفر البلجيكيون أشد نفور من إعدام مس كافل وقالوا إنه أفظع جرم ارتكب في الحرب، وقد قام قائم الصحافة الأمريكية والإنكليزية والفرنسوية على هذه الفظاظة والشراسة الوحشية. •••
Bilinmeyen sayfa