Nathr al-Wurud Sharh Ha'iyyat Ibn Abi Dawud
نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود
Yayıncı
مركز النخب العلمية
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yılı
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Türler
فَهُوَ حَبْلُ الله المتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الحكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ المسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَعْوَرُ» (١).
والمقصود أن المراد بحبل الله هو القرآن، وقيل: إن المراد بحبل الله الوحي، والوحي يشمل القرآن والسنة، فالسنة وحي كالقرآن، وهي منزلة كالقرآن، أما كون السنة وحيًا؛ فلقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ٣، ٤]، أما كونها منزلة، فلقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [النساء: ١١٣]، فالكتاب هنا هو القرآن، والحكمة السنة.
وبهذا يتبين لنا أن المراد بحبل الله: الوحي سواء كان قرآنًا أو سنةً، وهذا هو الراجح.
•قوله: «وَاتَّبِعِ الْهُدَى» أي: الزم طريق السنة التي بعث بها النبي ﷺ، فهي طريق النجاة، وسلّم الفلاح.
_________
(١) أخرجه الترمذي (٥/ ١٧٢) رقم (٢٩٠٦)، وابن أبي شيبة (٦/ ١٢٥) رقم (٣٠٠٠٧)، والدارمي (٢/ ٥٢٧) رقم (٣٣٣٢). وقال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال». فالحديث ضعيف، ومعناه صحيح، فما جاء فيه من ذكر أوصاف القرآن؛ فهو حق.
1 / 18