يقرب لفظها من لفظه، ولذلك لا يتغير بناء الواحد فيها كما يتغير في أكثر
الجموع.
وفعل الواحد مبني على الفتح فوجما أن يكون فعل الاثنين كذلك، وذلك لا
يمكن مع غير " الألف "، فلما ثبتت " الألف " بهذه العلة ضميرًا للاثنين كانت علامة للاثنين في الأسماء، كما فعلوا في " الواو " حين كانت ضميرًا للجماعة في الفعل جعلت علامة للجمع في الأسماء، والحمد لله.
وأما إلحاق " النون " بعد حروف المد في هذه الأفعال الخمسة، فحملت على
الأسماء التي في معناها المجموعة جمع السلامة والمثناة، نحو: " مسلمون "
و" مسلمان "، وهي في تثنية الأسماء وجمعها عوض من التنوين كما ذكروا، ثم شبهوا بها هذه الأمثلة الخمسة، فألحقوا النون فيها في حال الرفع، لأنها إذا كانت مرفوعة كانت واقعة موقع الاسم، فاجتمع فيها وقوعها موقع الاسم ومضارعتها له في اللفظ، لأن آخرها حرف مد ولين، ومشاركتها له في المعنى، فألحق فيها النون عوضًا من حركة الإعراب حملًا على الأسماء كما حملت الأسماء عليها فجمعت بالواو والياء.
وقد ققدم ذكر ذلك.
فالنون في تثنية الأسماء وجمعها أصل للنون في تثنية الأفعال وجمعها.
وحروف المد في تثنية الأفعال وجمعها - أعني علامة الإضمار - هي أصل
لحروف المد في ثثنية الأسماء وجمعها، التي هي علامات إعراب، أو حروف
إعراب كما تقدم.
1 / 84