307

نتائج الفكر في النحو

نتائج الفكر في النحو

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Yayın Yeri

بيروت

كان الزمان أقصر من مدة الوجود لم يجز في شيء من الحوادث، كما لا يجوز: " شب زيد غدوة "، ولا: " شاخ ضحوة "، لأن الوقت أقل من المؤقت، كذلك لا تقول على هذا: نحن يوم السبت " ولا: الحجاج يوم الخميس ".
فإن قلت: فقد قالوا: " زيد حين بقل وجهه "؟
قلنا: إنما جاز ذلك لقرينة أخرجته عن معنى الظرف من الزمان إلى معنى
الوصف بمقدار السنين، وهي إضافة الوجه إليه حين قلت: " بقل وجهه " و" طر شاربه ".
ولو قلت: " يوم بقل وجهه -، لم يجز، لما في " حين " من لفظ " حان
يحين الذي يصح أن يكون خبرًا عن زيد.
* * *
فصل
ومما ألحق بهذا الفصل قوله سبحانه: (سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ) و(سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) .
زعم بعض النحويين أن " سواء " خبر، وأن المبتدأ محذوف، وأن التقدير:
سواء عليهم الإنذار وتركه، ثم فسرته الجملة المصدرة بألف الاستفهام. وصاحب هذا القول يلزمه أن يجيز: " سواء أقمت أم قعدت "، دون أن يقول: " عليَّ " أو " عليك ".
ويلزمه أن يجيز: " سيان أذهب زيد، أم جلس "
و" متفقان أقام زيد أم قعد ".
وما كان نحو هذا مما لا يجوز فىِ الكلام ولا روي عن أحد.
وقالت طائفة: سواء ههنا مبتدأ والجملة الاستفهامية في موضع الخبر.
وإنما قالوا هذا - وإن كان " سواء " نكرة - لأن الجمل لا تكون في موضع المبتدأ أبدًا ولا في موضع الفاعل.

1 / 330