73

فأي زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف مأخذها فإذا كان ذلك كان اكبر مكيدته ان يمنح القوم سبته اما والله انه ليمنعني من اللعب ذكر الموت وانه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة انه لم يبايع معاوية حتى شرط له ان يؤتيه آتية ويرضخ له على ترك الدين رضيخة (انتهى) وقد اشار الامام علي عليه السلام بقوله يمنح القوم سبته إلى مكيدة عمرو بكشف عورته فرارا من القتل فقد ذكر المدائني وابن الكلبي وغيرهما من أهل السير ان عليا كرم الله وجهه حمل على عمرو في بعض ايام صفين فلما تصور انه قاتله القي بنفسه عن فرسه وكشف سوءته مواجها له عليه السلام فلما رأى ذلك منه غض بصره عنه وانصرف عمرو مكشوف العورة ونجا بذلك فصار مثلا لمن يدفع عن نفسه مكروها بارتكاب المذلة والعار وفيه يقول أبو فراس الفرزدق. ولا خير في رد الردى بمذلة * * كما ردها يوما بسوءته عمرو وروى مثل ذلك قصة بسر بن ارطاة معه كرم الله وجهه فأنه حمل على بسر فسقط بسر على قفاه ورفع رجليه فانكشف عورته فصرف علي عليه السلام وجهه عنه فلما قام سقطت البيضة عن رأسه فصاح اصحابه يا امير المؤمنين انه بسر بن ارطاة فقال ذروه لعنه الله فلقد كان معاوية اولى بذلك منه فضحك معاوية وقال: لا عليك يابسر ارفع طرفك ولا تستحي فلك بعمرو اسوة وقد أراك الله منه ما أراه منك فصاح فتى من أهل الشام اما تستحيون لقد علمكم عمرو كشف الاستأه ثم انشد: افي كل يوم فارس ذو كريهة * * له عورة وسط العجاجة باديه يكف لها عنه علي سنانه * * ويضحك منها في الخلاء معاوية بدأت أمس من عمرو فقنع رأسه * * وعورة بسر مثلها حذو حاذيه فقولا لعمرو وابن ارطاة ابصرا * * سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية ولا تحمدا الا الحيا وخصا كما * * هما كانتا والله للنفس واقيه

--- [ 75 ]

Sayfa 74