بالاقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم علي ان لا يعود إليه كما قال الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعملون وكل هذه الثلاثة منتفية في معاوية فأنه اكره المسلمين على البيعة ليزيد واصر على ذلك إلى آخر نفس من انفاسه كيف ووصاياه ليزيد وتعاليمه شاهدة عليه بأصراره وعدم مبالاته. نقل أبو جعفر الطبري في تاريخه وابن الاثير في الكامل والبيهقي في المحاسن والمساوي وغيرهم ان معاوية قال: ليزيد ان لك من أهل المدينة ليوما فان فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة (هو الذي سمي مسرفا ومجرما) فأنه رجل قد عرفت نصيحته (انتهى) عرف معاوية ان مسلما لا دين له فأمر يزيد ان يرمي به أهل المدينة وقد فعل يزيد ما أمره به ابوه وفعل مسلم بأهل المدينة ما اريد منه حيث قال له يزيد يا مسلم لاتردن اهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام فأخاف المدينة واستباحها ثلاثة ايام بكل قبيح وافتضت فيها نحو ثلثمائة بكر وولدت فيها اكثر من الف امرأة من غير زوج وسماها تننة وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله طيبة وقتل فيها من قريش والانصار والصحابة وابنائهم نحو من الف وسبعمائة وقتل اكثر من اربعة آلاف من سائر الناس وبايع المسلمين على انهم عبيد ليزيد ومن ابى ذلك امره مسلم على السيف إلى غبر ذلك من المنكرات قال: المحدث الفقيه ابن قتيبة رحمه الله في كتاب م ة والسياسة والبيهقي في المحاسن والمساويي واللفظ للاول قال: أبو معشر دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الانصار ومعها صبي لها فقال لها هل من مال قالت لا والله ما تركوا لي شيئا فقال: والله لتخرجن الي شيئا أو لاقتلنك وصبيك هذا فقالت له ويحك انه ولد أبي كبشة الانصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
--- [ 63 ]
Sayfa 62