وزاد فيه ما لفظه: الناكبة عن الحق (انتهى) وقال: ولما روى عمرو بن العاص هذا الحديث لذى الكلاع قال ذو الكلاع ماهذا ويحك (وكان ذو الكلاع وعامة اهل الشام قد غرهم معاوية ووزراؤه وكذبوا عليهم واستغووهم) فيقول عمرو أنه سيرجع الينا فقتل ذو الكلاع قبل عمار (مع الفئة الباغية) وقتل عمار رحمه الله بعد. قال ابن الاثير فقال عمرو لمعاوية ما أدري بقتل أيهما انا أشد فرحا بقتل عمار أو بقتل ذي الكلاع والله لو بقى ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل الشام إلى علي (انتهى بحروفه). فأنظر ايها المنصف إلى هؤلاء المدلسين المغررين الفرحين بما يسئ رسول الله صلى الله عليه وآله ويسئ كل صادق في ايمانه فقد فرحوا قدما بقتل عبيدة وحمزة ثم بقتل عمار وانصار اهل البيت والدين وسمموا الحسن بن علي عليهما السلام وكبروا شماتة لموته وهكذا اعمالهم فحالتهم في الجاهلية والاسلام متشابهة ولاقوة الا بالله لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا وواعجبا من أقوام بين ظهرانينا الآن يدخلون المساءة على النبي صلى الله عليه وآله وعلى أهل بيته وصالحي امته في قبورهم بمدح من يلعنهم ويوصل إليهم كل اذى ويشاركون بذلك معاوية في قبائحه التي يتمنى هو الخروج منها مع انهم لا ينالون الآن من معاوية وذويه ذرة من دنياه هذا والله هو الخسران المبين أنها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ولكنه استحكم فيهم داء التقليد المحض وحسن الظن الظار ففترت حواسهم واصابهم تخدير مهلك فهم لا يحسون ولا يشعرون وإذا ذكروا لا يذكرون ويعتقدون أن كل ما خالف ما جمدا عليه باطل فهان عليهم مشاركة طاغية هذه الامة بنصرهم له ومدحه وتعظيمه وتسويده وستر فواقره يكابرون في الحق ويصمون اسماعهم عنه ويعرضون عن الحجج الواضحة ان دعوتهم إلى سماع ادلة كلام الله ورسوله لا يسمعون اما قراؤا قول الله تعالى: انهم الفوا آبائهم ضالين فهم
--- [ 57 ]
Sayfa 56