اما انك نهيتني ما خرجت. وعن جميع بن عمير رضي الله عنه قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: فاطمة فقلت: انما سألتك عن الرجال قالت: زوجها وما يمنعه فوالله انه كان لصواما قواما وقد سالت نفس محمد في يده فردها إلى فيه قلت: فما حملك على ما جرى فأرخت خمارها على وجهها وبكت وقالت: امر قضي علي. وجاء بسند رجاله ثقات الا واحدا فضعيف ومع ذلك يكتب حديثه انه ذكر لعائشة يوم الجمل فقالت والناس يقولون يوم الجمل قال نعم قالت: وددت اني كنت جلست كما جلسن صواحبي فكان احب الي من ان اكون ولدت من رسول الله صلى الله عليه وآله بضعة عشر ولدا كلهم مثل عبدالرحمن بن الحرث بن هشام أو مثل عبدالله بن الزبير. وفي ربيع الابرار للزمخشري رحمه الله قال: جزعت عائشة رضى الله عنها حين احتضرت فقيل لها فقالت: اعترض في حلقي يوم الجمل (انتهى) وقد أخرج ابن أبي شيبة بسنده ابن عليا كرم الله وجهه سئل: يوم الجمل الجمل عن أهل الجمل المقاتلين له أمشركون هم ؟ قال: من الشرك فروا فقيل أمنا فقون هم ؟ قال: ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا فقيل فماهم قال: اخواننا بغوا علينا (انتهى) ولم يقل هذا لاهل صفين وقد اختلف فعله كرم الله وجهه في الواقعتين قانه يوم الجمل لم يتبع موليا ولم يجهز على جريح ولم يطلب مدبرا ومن القى سلاحه أو دخل داره كان امنا وأستغفر لطلحة والزبير وعائشة وترحم عليهم وارضى عائشة وابلغها إلى المدينة مأمنها وقد قتلهم في صفين مقبلين ومدبرين واجهز على جرحاهم لان لهم رئيسا باغيا يرجعون إليه وهم مصرون على فعلهم وعصيانهم فلعن رئيسهم وأعوانه ودعا عليهم فلقد عامل كرم الله وجهه كلا بما يستحق.
--- [ 51 ]
Sayfa 50