نعم عورض مطلق اللعن بأحاديث في منعه لامنع التعيين بخصوصه كقولة عليه وعلى آله الصلاة والسلام ليس المؤمن بالسباب ولا بالطعان ولا باللعان وكقوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام المؤمن لا يكون لعانا وهذه وما شاكلها بلا ريب هي في لعن من لا يستحق اللعن والا لم يندفع التعارض فيحصل الخلاف في كلام الله وكلام رسوله وهما منزهان عن ذلك.
وسأزيدك ايضاحا لتزداد اطمئنانا فقد اخرج مسلم في صحيحه والبخاري في الادب عن حفصة رضي الله عنها قول رسول الله صلى الله عليه وآله اني لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة (انتهى).
نفي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن نفسه ان يكون لعانا من يوم بعث وهو الصادق المعصوم وقد ثبت انه لعن كثيرا بالوصف ولعن كثيرا بالعين ولا ريب في ان لعنه اياهم كان حقا ولولا اختلاف موضوع القضيتين لكان تناقضا وهو ممتنع في كلامه صلى الله عليه وآله قطعا فتعين ان اللعن المنفي صدوره عنه صلى الله عليه وآله هو ما كان عن غير استحقاق وان اللعن الذي ثبت وقوعه عنه عليه السلام هو لعن من استحق اللعن ولزم ان يكون اللعن الذي نهى عنه صلى الله عليه وآله امته كما تقدم هوما نفي صدوره عن نفسه لا ما فعله هو وهو الاسوة الحسنة للمؤمنين.
رزقنا الله الاتباع لسنته والانقياد لما جاء به آمين.
(تتمة) اطاق الغزالي رحمه الله في الاحياء في منع اللعن مطلقا فضلا عن لعن شخص معين واسترسل في ذلك حتى قال ابن في لعن يزيد فضلا عن أبيه خطرا على اللاعن بل منع ان يقال لعن الله قاتل الحسين بن علي عليهما السلام ثم قال ففي لعن الاشخاص خطر ولا خطر في السكوت عن لعن ابليس مثلا فضلا عن غيره وأستدل رحمه الله بعموم الاحاديث التي مرت بك في معارضة مطلق اللعن وامثالها في المعنى.
--- [ 33 ]
Sayfa 32