150

ينظروا إلى ما اخرجه ابن ابي الدنيا عن الحسن مرسلا: ثلاثة لا تحرم عليك اعراضهم المجاهر بالفسق والامام الجائر والمبتدع والى ما جاء في حديث انس وغيره انه صلى الله عليه وآله قال: عند ثنائهم بالخير والشر وجبت انتم شهداء الله في ارضه والى ما جاء من انه لاغيبة لفاسق وإلى ماصح بالتواتر والنقل الصحيح عن سيد الصادقين بعد الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وعلى الهم علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وغيره من اكابر الصحابة من هتكهم معاوية وبيان حاله وحال اعوانه من انهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن وانهم شر اطفال وشر رجال (ولعمر الله) لو قام بهذه التأويلات والتعسفات العذر لمعاوية وأعوانه عند انصاره والمغفلين من اتباعهم فانه لا يقوم لهم بشئ من ذلك عذر عند الله تعالى وهو علام الخفيات والمطلع على السرائر ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ام من يكون عليهم وكيلا. اليس من الهوس والا فتيات على الله قولهم ان الله سيثيب معاوية وأعوانه على بغيهم وقد ذم الله البغي وكرر الزجر عنه واوعد مرتكبيه بعذابه الاليم كيف يتولى هذا الباغي واعوانه من يقرأ قوله تعالى انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين لو ان هؤلاء القوم وقفوا قليلا وحاسبوا ضمائرهم واطرحوا التقليد والتعصب جانبا لادركوا انهم وقعوا في هوة عظيمة وخطة اثيمة. فان تنج منها تنج من ذي عظيمة * والا فاني لا اخالك ناجيا ولعمري ان من رسخ في قلبه الايمان وخامر قلبه حب الله ورسوله واتباع الحق لا يقتنع بهذه المعاذير الفاسدة ولايتجر بهذه البضاعة الكاسدة أيم الله ما كتب مؤمن من هذه السفسطة شيئا الا وضميره يؤنبه وايمانه يوبخه فتراه يتغافل عن ذلك ويلجأ إلى التأسي بمن تقدمه من المقلدين

--- [ 152 ]

Sayfa 151