Nakilden Yaratıcılığa
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Türler
91
ويذكر ابن سينا الأوائل والمتقدمين الرياضيين كلا منهما مرة واحدة مما يكشف عن الوعي العلمي التاريخي، فلا جديد دون قديم، ولا علم دون تعلم. ويضيف على رصد المتقدمين رصد أبرخس ورصد المتأخرين ورصده هو. فالتراكم العلمي جزء من العلم. لذلك يتكلم ابن سينا بضمير المتكلم الجمع دلالة على جماعة العلماء.
92
ولم يغير ابن سينا كثيرا من أسماء الأماكن اليونانية كما فعل ابن رشد بعد ذلك سقط الأمثلة اليونانية وواضعا مكانها أمثلة عربية. يدركها ابن سينا كما هي ولا يشرحها مثل بلاد بريطانيا الكبرى، وأحيانا يكرر ابن سينا أسماء الجزر التي يذكرها بطليموس مثل جزيرة رودس دون أن يغيرها إلى أسماء عربية لإعادة قياس الرصد ودون أن يراجع إمالتها أو يشرحها للقارئ العربي أو يرسم لها خريطة. ولا يعدل ابن سينا أسماء الأماكن والمناطق والقياسات بحسب المنطقة العربية. ويؤرخ بالتاريخ اليوناني دون تغييره كما فعل بطليموس.
93 (4) الوافد في الإلهيات
وفي الإلهيات لا يحضر الوافد حضوره في المنطق أو الرياضي. فالإلهيات هي خاصة الحضارة الإسلامية. وفي نفس الوقت لا يحضر الموروث. ولا تذكر الشواهد القرآن أو الحديث. ولا تؤخذ المادة من العلوم الإسلامية. بل تعتمد الإلهيات على العقل الخالص إلا فيما ندر.
ففي الجزء الأول من الإلهيات لا تظهر أسماء أعلام الوافد إلا نادرا. فلا تذكر إلا الأفلاطونية، وسقراط، وأنسكاجوراس، وإقليدس.
94
فالمثل الأفلاطونية لها وجود في الأذهان وفي الأعيان في حين أن التصورات، الأجناس والأنواع أي الكليات الخمس لها وجود في الأذهان فقط دون الأعيان. ويذكر سقراط كموضوع في قضية «سقراط فيلسوف» لتعريف موضوع حادث كاسم مجرد وليس كمسمى. وذكر أوقليدس بالنسبة إلى كتابه «كتاب أوقليدس» وليس إلى شخصه كنموذج للبراهين الهندسية. وكل الحادثات لها مبدأ عام بين بنفسه مثل كثير من الأمور الهندسية المبرهن عليها في كتاب أوقليدس. فأمور العلم قد تجد براهينها في علم آخر. ويذكر أنسكاجوراس ونظريته في الخليط لتفسير القديم أسوة بباقي النظريات التي تجعله الظلمة أو الهاوية أو اللامتناهي الذي لم يزل ساكنا ثم حرك، ولا يتكرر اسم علم مرتين، بل مرة واحدة، مجرد إشارة، مجرد ارتباط بالتاريخ حتى لا تبدو الإلهيات بلا تاريخ معلقة في الهواء.
95
Bilinmeyen sayfa