Nakilden Yaratıcılığa
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Türler
وفي «الجدل» يحيل ابن سينا إلى التعليم الأول أكثر من الإحالة إلى المعلم الأول للقضاء نهائيا على الشخص من أجل الموضوع، وعلى العالم من أجل العلم. كما يكشف هذا القول من المعلم إلى التعليم عن إحساس بتطور العلم وبتجريد الآراء من الأوائل إلى الأواخر. وفي نفس الوقت يعطي القدرة على نقد الشراح بالعودة إلى الأصول. ويبين ابن سينا الاشتباه في التعليم الأول وإمكان تأويله على وجهين مما يبيح للشراح تأويلهم ولابن سينا تحققاته من صدقهم. البداية بالتعليم الأول، والنهاية بلا نهاية، تفسح المجال للشراح ولتاريخ العلم ولابن سينا ولباقي الحضارات والشعوب. ويمكن لأي فيلسوف مراجعة التعليم الأول ثم تحققات في التاريخ، ويكون جزءا من تاريخ العلم. يمكن لابن سينا تغيير ترتيب التعليم الأول وإعادة النظام إليه ونقد النص الأول في ترتيبه تقديما وتأخيرا، والفائدة في العودة إلى النص الأول كما هو الحال عند ابن رشد وكأن الحكماء هم سلفيون بالضرورة.
36
ثم يذكر ابن سينا المعلم الأول وليس أرسطو تحولا من الشخص إلى المعيار، ومن الفرد إلى الموقف. يدافع ابن سينا عن المعلم الأول وعن دقة فهمه دون خلط بين حكمه الجزء على الكل وحكمه على الكل. كما يصحح خطأ من يظن أن القياس الجدلي يصدر عن السائل وحده دون المجيب الذي يقيس من المشهورات كما يقيس السائل من المتسلمات. ويصحح خطأ الظن بأن التصاريف صادرة عن الشيء كالوجع عن المرض، فهذا تأويل بعيد عن قول المعلم الأول. ويبدو ابن سينا هو الفيلسوف المبدع والمعلم الأول هو الشارح والمؤيد. ابن سينا هو المقروء والمعلم الأول هو القارئ. ابن سينا هو المؤول والمعلم الأول هو المؤيد. فالأشياء المشهورة لا توضع موضع الجنس. وفي النهاية يتفق كلاهما في المذهب.
37
ويقر ابن سينا بوجود نسخ عديدة من التعليم الأول، ويفترض سقطا في بعض منها هو سبب سوء تأويل الشراح في حضارة متهمة بالخلط بين الكتب ونسبتها إلى غير أصحابها. يستوثق ابن سينا من روايات الآخرين عن التعليم الأول ويطابقها بروايته الخاصة وكأننا في مناهج النقل الكتابي عند الأصوليين، الإجازة والمناولة ... إلخ. ويعتمد ابن سينا على السياق، الموضع الذي عليه الخلاف والوضع الذي قبله وبعده، وتظهر بعض ألفاظ الأصوليين مثل الأخبار والحديث. والمعنى هو الذي يجعل ابن سينا يتشكك في باقي الروايات، ويفترض وقوع السقط أو التحريف أو السهو. كما يفترض وقوع سوء التأويل من الآخرين وصحة تأويله اعتمادا على السياق حتى يتسق المعنى ويسترسل الخطاب.
38
أما سقراط فإنه يضرب به المثل على المغالطة بينه وبين تراسوماخوس حين تجادلا في العدل بعدما غالطه سقراط باسم مشترك فأفحمه مما ينفع السائل والمجيب معا . كما يضرب به المثل كموضوع في قضية ثم في قياس مغالطي. ويحال إلى الصور الأفلاطونية لإثبات ضرورة مطابقة المحدود للحد. فالإنسان صورة أفلاطونية لكنها لا تنطبق على الإنسان الفردي. الأولى أذلية والثاني زائل. الأولى لا تفعل ولا تنفعل، والثاني يفعل وينفعل. كما يضرب المثل بزينون للجدل الامتحاني بقياسه على دفع الحركة على نقيض المشهور والمشهورات من مواد العلم عند الأصوليين والقياسات التي توجب خلاف الظاهر وإن كان يوجد فيها قياس يصعب حله مثل قياسه على إبطال الحركة. ومعلوم أنه مماحكة وعدول عن الحق. كما يضرب المثل بآراء بقراط في الطب، وفيثاغورس في الموسيقى، كل في صناعة أجمع عليها أهلها لجمعها والتنسيق بينها وصياغتها في مذهب كما فعل ابن سبعين. ويذكر بقراط كمثال للغلط في ترتيب الشكل كما غلط في ترتيب الشكل الهلالي.
39
ويحال إلى «البرهان» و«إيساغوجي» و«القياس» و«سوفسطيقا» و«أنالوطيقا» نظرا لوحدة الكتب المنطقية ووحدة العرض.
40
Bilinmeyen sayfa