وأما ما ذكرتم من رقة صوته وعتاق (4) وجهه فكيف يكون ذلك وقد روى الواقدي وغيره، أن عائشة رأت رجلا من العرب خفيف العارضين، معروق الخدين، غائر العينين، أجنأ (1) لا يمسك إزاره، فقالت: ما رأيت أشبه بأبي بكر من هذا. فلا أهادلت على شئ من الجمال في صفته.
(8) ص 31 - من العثمانية
هذا الكلام وهجر السكران سواء في تقارب المخرج واضطراب المعنى، وذلك أن قريشا لم تقدر على أذى النبي صلى الله عليه وآله وأبو طالب حي يمنعه، فلما مات طلبته لتقتله، فخرج تارة إلى بنى عامر، وتارة إلى ثقيف، وتارة إلى بنى شيبان، ولم يكن يتجاسر على المقام بمكة إلا مستترا حتى أجاره مطعم بن عدي، ثم خرج إلى المدينة فبذلت فيه مائة بعير لشدة حنقها عليه، حين فاتها فلم تقدر عليه. فما بالها بذلت في أبى بكر مائة بعير أخرى وقد كان رد الجوار وبقى بينهم فردا لا ناصر له، ولا دافع عنده، يصنعون به ما يريدون. إما أن يكونوا أجهل البرية كلها، أو يكون العثمانية أكذب جيل في الأرض وأوقحه وجها. وهذا مما لم يذكر في سيرة، ولا روى في أثر، ولا سمع به بشر، ولا سبق الجاحظ به أحد.
(9) ص 31 - من العثمانية
Sayfa 313