Names and Attributes Series
سلسلة الأسماء والصفات
Türler
حدود الأرض
السؤال
ألا يكون القول بأن المجرات ومجموعتنا الشمسية تابعة للأرض يناقض كون الأرض من أصغر كواكب المجموعة؟
الجواب
لا يناقض ذلك؛ لأن الأرض لها إطلاقان: تطلق على هذا الكوكب الذي نحن عليه بيبسه وبلله، وتطلق على ما هو أكبر من ذلك، ولهذا فإن الجاذبية الأرضية تابعة للأرض ومساحتها مساحة قريبة من الأرض، مثلًا: حجاب الصوت لا يتجاوز خمسين ألف قدم تقريبًا، والجاذبية تزيد على ذلك قليلًا، ويختفي من منطقة إلى أخرى، وما فوق الأرض من الأحجبة التي تحجبها عن أشعة الشمس ونحو ذلك من الطبقات الغازية يتبع الأرض، مثل طبقة الأوزون، ومثل الطبقات الأخرى التي تتبع الأرض، وهي معدودة.
ولذلك فإن الأهوية القريبة من الأرض مثل الأكسجين الذي نتنفس به وغيره هي تابعة للأرض قطعًا، ولهذا يجوز بيعها إذا تملكها الإنسان، فإذا ملكت أرضًا فيجوز أن تبيع الهواء الذي فوقها بأمتار معينة؛ فمن ملك أرضًا ملك هواءها، وما كان معدومًا لا يجوز بيعه، وما لم يكن من الأرض ليس لنا، والله تعالى يقول: ﴿خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة:٢٩]، فأنت تستطيع أن تبيع -مثلًا- عشرة أمتار فوق ثلاثين ألف قدم، ولهذا فناطحات السحاب الآن ما فوقها من الهواء تبع لها، ويملكه أهل الأرض، فلا يحجر عليهم فيما بنوه، فالسقوف فوق ذلك ملكهم، ولهذا نص الفقهاء على هذا، فمثلًا: يقول خليل ﵀: وجاز بيع عمود عليه بناء للبايع إن انتفت الإضاعة وأمن كسره ونقضه البائع، وهواء فوق هواء إن وصف البناء وغرز جذع في حائط وهو مضمون إلا أن يذكر مدة فإجازة تنفسخ بانهدامه.
فهذا يدلنا على أنها تابعة للأرض.
14 / 20