Nakabat
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
Türler
وفي سنة 1679 (1090ه) تولى خليل بن كيوان على صيدا، فظلم الرعية.
وبلغ ظلم والي دمشق حدا لا يطاق، فأقفلت المدينة مرتين احتجاجا عليه.
واشتد ظلم بني حمادة في جهة طرابلس، فخربت القرى ونكبت الناس.
وكانت العصبيتان القيسية واليمنية لا تزالان في قيد الوجود، بل في قيد الفتن والقرود، فتحارب اليمنية مع المتاولة والدروز، وتظاهر القيسية آل شهاب.
وكان الشيخ محمود أبو هرموش القيسي، الخارج على القيسية، متوليا على اليمنية، حاملا على خصومها، فقام الأمير حيدر الشهابي بجيش من القيسية، فباغتوا بني علم الدين وأبا هرموش وجنودهم ليلا في عين داره، وأعملوا فيهم السيف، فما سلم منها غير القليل. «وفي تلك الليلة قتل خمسة أمراء من بني علم الدين، وأمسك الشيخ محمود أبو هرموش، وقطع الأمير لسانه وأباهم يديه، فقويت شوكة القيسيين وعظم أمرهم، ونزح من كان يمنيا من البلاد.»
وعينت الدولة متسلما على حماة (1106ه/1685م) اسمه أسعد بن مزيد، فكانت مظالمه بمزيد كل يوم، فقام الحمويون وأخرجوه من البلد قهرا، فأرسلت الدولة تؤدب الثائرين، وتمثل بهم، ولسان حالها يقول: اخضعوا لعمالي مهما كانت سيرتهم، واتقوا بطشي!
وفي هذه السنة (1119ه/1698م) نهب الأمير يوسف علم الدين مع عساكر الدولة بلدة غزير وأحرقها، وفي السنة التالية غزا الأمير حيدر الشهابي بلاد المتاولة، فتجمعوا بالنبطية للدفاع، فظفر بهم هناك، وقتل منهم جمعا غفيرا. «وسار والي دمشق إلى عجلون، وباغت بلاد نابلس، وقتل من أهلها مقتلة عظيمة، وسبى عسكره نحوا من سبعمائة امرأة.»
وكان الفقراء يهجرون البلاد هربا من الظلم والتسخير، فأمست القرى المعمورة والقصبات المشهورة، ركاما من الطلول الدوارس. أما إذا حاول الأغنياء الجلاء فالوالي يسوق عليهم جنوده، فينهبونهم ويسبونهم، ولا غرو. فمن أين يجيء الخراج إذا هجر الأغنياء البلاد؟
وكان الوالي - والي حماة مثلا - إذا غضب على رجل يضعه على الخازوق، وإذا غضب على امرأة وضعها في خيش مع شيء من الكلس وألقاها في نهر العاصي .
وكان الأمير المتسلم في جهات لبنان إذا غضب على رجل، عاقبه بقطع أشجاره أو بحرق قريته. «وأصبح الناس يتظاهرون بالفقر، فيكتمون أموالهم ويدفنونها في الأرض، لتنجو من المصادرات والسرقات.»
Bilinmeyen sayfa